“يا فرحة ما تمت”.. مقتل عريس فى يوم زفافه بسوهاج والسبب صادم

بعد ليلة حناء تجمع فيها الأهل والأصدقاء، ورقص أغلب المدعوين على أنغام الطبلة والناي الشعبيين حتى الفجر بقرية الطليحات التابعة لمركز ومدينة جهينة بمحافظة سوهاج، توجه العريس “محمود” إلى منزل خطيبته بذات القرية لاصطحابها إلى الكوافير استعدادًا للزفاف. وفي طريق عودته بالدراجة النارية التي كان يقودها، وقبل أمتار قليلة من وصوله إلى منزله عند مدخل القرية، نشبت مشاجرة بينه وبين صديقه “السيد” بسبب حق الأولوية في الطريق العام -وفقًا لتحقيقات الأجهزة الأمنية- فأخرج الأول قطعة خشب من خلف مقعد دراجته واعتدى بها على صديقه الذي استمر في الرقص معه ليلة الحناء حتى انتهاء الحفل -وفقًا لشهود عيان من أهالي القرية- فأخرج الثاني سلاحًا أبيض “سكينًا مطوية” وطعن به العريس في صدره من الجهة اليسرى.

وعلى إثر هذه المشاجرة تحول المدخل الرئيسي لقرية الطليحات إلى حرب شوارع، وساد الخوف والهلع بين أهالي القرية بسبب كثافة تناثر الدماء على الإسفلت.

وبعد إصابة العريس هرع بعض الأهالي إليه بعد سقوطه على الأرض للاطمئنان عليه، وكان لا يزال على قيد الحياة، وبعد دقائق وصلت سيارة إسعاف إلى القرية ونقلت العريس وهو مغطى بالدماء بعد أن اختلط لون الحناء على يديه وقدميه بلون الدم.

وصل العريس المصاب إلى قسم الاستقبال والطوارئ بمستشفى طهطا العام، ولفظ أنفاسه الأخيرة أثناء تلقيه الإسعافات الأولية اللازمة.

وفي الوقت نفسه، كانت العروس عند الكوافيرة تستعد لليلة عمرها، من دون أن تعرف ما حدث لعريسها.

وبعد أن وصل خبر وفاة العريس إلى القرية، تحولت زغاريد الفرح وأغاني الدي جي إلى صراخ وبكاء، فذهب أشقاء العروس وأخبروا العروس بما حدث، فصرخت وسقطت على الأرض فاقدة للوعي، وعندما أفاقت دخلت في نوبة بكاء هستيرية، ثم فقدت الوعي لبضع دقائق، وبعد أن أفاقت عادت إلى منزل عائلتها في تلايهات حزينة، وتحول الفرح إلى حزن.

وبعد استكمال الإجراءات الرسمية والحصول على تصريح الدفن، تسلمت أسرة الضحية جثمان ابنها وسط حالة من الحزن والبكاء، ورافق الآلاف من أهالي قرية الطليحات والقرى المجاورة، المتوفى إلى مقابر عائلته بذات المنطقة.

وقال بعض أهالي قرية الطليحات إن المتهم ابن عم العروس، وأنه تقدم لخطبتها ولم تقبل، ثم تقدم لها المجني عليها فقبلت، ما أثار غضب المتهم ودفعه إلى تهديد المجني عليها، فقام بشجار اعتدى خلاله على العريس وقتله، رغم تواجده في ليلة الحناء حتى انتهت.

تلقى اللواء محمد شرباش، مدير أمن سوهاج، إخطارا من قسم شرطة جهينة، بوقوع مشاجرة ووجود مصابين بنطاق قرية طلائع.

وكشفت التحقيقات عن نشوء مشاجرة بين الطرف الأول “محمود.ع” 31 سنة سائق “توك توك” أصيب بطعنة نافذة بالجانب الأيسر من الصدر، وتم نقله إلى مستشفى طهطا العام وتوفي لاحقاً أثناء محاولة علاجه، والطرف الثاني “السيد.ع” 22 سنة سائق “توك توك” أصيب بجرح قطعي بالفروة وسحجات وكدمات بمختلف أنحاء الجسم، وتم نقله إلى مستشفى خاص بطهطا.

وبدورها ألقت قوات الأمن القبض على المتهمين، وحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة للتحقيق، والتي أمرت بتشريح جثة المجني عليه، وإحالة الطب الشرعي لفحص الجثة وإعداد تقرير شامل عن ملابسات الجريمة، والسماح بدفنها بعد الانتهاء من تشريحها، واتخاذ كافة الإجراءات القانونية المتبعة.