الحكومة الأمريكية تخطط لقتل 450 ألف بومة.. ما القصة؟

كشفت الحكومة الأميركية عن خطة لقتل مئات الآلاف من البوم الغازية من أجل الحفاظ على أنواع البوم المحلية، وخاصة البومة المرقطة، التي انخفضت أعدادها بشكل كبير في العقود الأخيرة.

قالت هيئة الأسماك والحياة البرية الأمريكية إن اقتراحها، الذي أصدرته الأسبوع الماضي، قد يكون السبيل “الوحيد” لإنقاذ البومة المرقطة، التي انخفضت أعدادها بشكل كبير في العقود الأخيرة بسبب المنافسة على الغذاء والمأوى من الأنواع الغازية من البوم.

البومة المرقطة معرضة للانقراض.

وقال روبن بوين، عالم الأحياء في هيئة الأسماك والحياة البرية الأمريكية: “لم يكن من السهل التوصل إلى خطة”.

وقال بوين، بحسب صحيفة واشنطن بوست: “نحن عادة لا ندخل في هذا العمل مع وضع ذلك في الاعتبار، لكننا نرى أيضًا الحاجة إلى حماية البومة المرقطة من الانقراض، ولدينا مسؤولية قانونية للقيام بكل ما في وسعنا للحفاظ على الأنواع الأصلية والمهددة بالانقراض على هذه الأرض”.

قالت هيئة الأسماك والحياة البرية الأمريكية في ديسمبر 2020 إن البومة المرقطة الشمالية يجب إعادة تصنيفها على أنها من الأنواع المهددة بالانقراض بعد انخفاض أعدادها بنحو 75 في المائة في عقدين من الزمن.

وقد درس مسؤولو الحياة البرية في الولايات المتحدة عدة خيارات للحفاظ على البوم المرقط، لكنهم يقولون إنها لن تكون فعالة. فتعقيم البوم الغازية قد يستغرق عقداً من الزمان على الأقل قبل أن تنخفض أعدادها بشكل كبير، كما أن الاحتفاظ بها في أقفاص سيكون مكلفاً وصعباً.

وقالت الوكالة إن إطلاق النار على ما يقرب من 450 ألف بومة غازية على مدى ثلاثة عقود من الزمن يمكن أن يساعد في تعزيز عدد البوم المرقطة في منطقة شمال غرب المحيط الهادئ في أمريكا.

وأفادت صحيفة واشنطن بوست أن لدى الوكالة 30 يوما على الأقل لتقرر ما إذا كانت ستمضي قدما في خطة إطلاق النار على البوم، وهو ما سيكون أحدث مشروع لقتل الأنواع الغازية على أمل حماية الحيوانات الأخرى.

وتدعو الخطة إلى تجنيد المنظمات البيئية وجماعات الحفاظ على البيئة وملاك الأراضي وعمال صناعة الأخشاب والقبائل والوكالات الحكومية والحكومات المحلية في جميع أنحاء البلاد للمساعدة في قتل البوم الغازية، وقالت هيئة الأسماك والحياة البرية الأمريكية إن الرماة يجب أن يقدموا التدريب والخبرة في تحديد البوم واستخدام الأسلحة النارية للمشاركة.

قالت بريدجيت موران، المشرفة الميدانية في مكتب ولاية أوريجون التابع لهيئة الأسماك والحياة البرية الأمريكية، إنها واثقة من العملية بعد أن نفذت الوكالة خطة مماثلة بين عامي 2013 و2021 في كاليفورنيا وأوريجون وواشنطن.

بداية هجرة البومة الغازية

بدأت البومة الغازية في الهجرة من شرق الولايات المتحدة إلى الغرب من نهر المسيسيبي في الخمسينيات، وفقًا لهيئة الأسماك والحياة البرية الأمريكية. وقالت الوكالة إن البشر ربما مهدوا الطريق لهجرة البوم الغازية عندما تعلموا كيفية قمع حرائق الغابات وزرعوا الأشجار في السهول الكبرى والغابات الشمالية في كندا. وقالت هيئة الأسماك والحياة البرية في مقال بقلم كايل ميلنيك، كاتب في صحيفة واشنطن بوست، إن البوم استقرت في كولومبيا البريطانية، كندا، قبل أن تنتقل جنوبًا إلى واشنطن وأوريجون في السبعينيات عندما تفاعلت مع البوم المرقط الأصلي.

الفرق بين أنواع البوم

يبدو أنها تشبه البومة كثيرًا في المظهر، حيث تشترك في نفس اللون البني والمنقار الصغير، لكن البومة الغازية أثقل وزنًا وأطول قليلًا من البومة المرقطة، لكنها تعطل بسرعة أعشاش نظيرتها في الغابات القديمة، وتأكل مصادر غذائها مثل السناجب الطائرة والسلمندر والفئران.

وقالت منظمة Animal Wellness Action، وهي منظمة أمريكية غير ربحية لرعاية الحيوان، إن 135 منظمة للحياة البرية في الولايات المتحدة أرسلت رسالة إلى وزيرة الداخلية الأمريكية ديب هالاند تطالب بإلغاء الخطة.

وقال واين باسيل مؤسس المجموعة إنه يعتقد أن البومة الغازية ستستمر في التوجه إلى شمال غرب المحيط الهادئ بموجب الخطة، مما يسمح بنمو أعدادها هناك. وأضاف أن الوكالة “تحاول أن تلعب دور الإله”.

وعلى الرغم من تأكيدات هيئة الأسماك والحياة البرية الأميركية بأن الخطة ناجحة، فإن بعض الناشطين في مجال حقوق الحيوان ورفاهيته في أميركا ما زالوا يعتبرون “خطة” الوكالة مضللة.