بالتعاون مع المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية ومؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية.. بنك الطعام المصري ينظم ندوة لنشر نتائج تقييم أثر برنامج التغذية العامة

برنامج التغذية العام هو أول وأهم برامج بنك الطعام المصري لحماية الأسر الأكثر تضررا من الجوع.

محسن سرحان: تقييم أثر برنامج التغذية العامة شمل 250 قرية و4000 أسرة.

بالتعاون مع المعهد الدولي لبحوث سياسات الغذاء ومؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية، نظم بنك الطعام المصري ندوة خاصة لنشر نتائج تقييم أثر برنامج التغذية العامة، حيث تم عقد الندوة لمناقشة النتائج مع خبراء التغذية وتبادل الآراء حول أهم التحديات والتوصيات الناتجة عن تقييم أثر البرنامج.

وتضمنت الندوة كلمات افتتاحية ألقاها السيد محسن سرحان الرئيس التنفيذي لبنك الطعام المصري، والدكتورة سكندرا كردي رئيس برنامج مصر في المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية وزميلة بحثية في المعهد، والسيدة ميس أبو حجاب نائب المدير التنفيذي لمؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية. تلا ذلك حلقة نقاشية بعنوان “الدافع وراء الدراسة” أدارتها السيدة حنان الخيال، كبير مسؤولي التمكين الاجتماعي في مؤسسة ساويرس، بمشاركة الدكتور محمد القرماني، رئيس التعليم والاستراتيجية في مؤسسة ساويرس وأستاذ مشارك في السياسات العامة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، والسيد محسن سرحان الرئيس التنفيذي لبنك الطعام المصري، والدكتورة سحر زغلول، أستاذة فخرية في المعهد القومي للتغذية وعضو اللجنة القومية لعلوم التغذية، والدكتور أحمد السيد المدير التنفيذي لمختبر عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (J-PAL MENA).

ويهدف البرنامج، وهو أول وأهم برامج بنك الطعام المصري، إلى حماية الأسر الأكثر تضرراً من الجوع على وجه الخصوص، والتي لم تعد قادرة على تحمل تكاليف الغذاء بشكل مستدام. وبتمويل من مؤسسة ساويرس، تم إجراء دراسة تقييم الأثر بالتعاون مع المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية، انطلاقاً من اهتمام وحرص الأطراف الثلاثة على استخدام الأدلة العلمية والبحوث التطبيقية لتصميم برامج الحماية الاجتماعية والتخفيف من حدة الفقر.

وتأتي هذه الدراسة في إطار اهتمام بنك الطعام المصري بتوفير العناصر الغذائية الضرورية والمتنوعة والمفضلة لمستحقيها، حيث تحصل الأسر المستفيدة من برنامج التغذية العامة على كرتونة غذائية شهرية تحتوي على أصناف غذائية ذات تفضيلات مجتمعية واسعة ولا تفسد بسهولة، وتتميز الأصناف الغذائية الموجودة في هذه الكرتونة بأنها عالية الطاقة، ويمكن تسميتها بـ “كرتونة الغذاء الأساسية ذات السعرات الحرارية العالية”.

وفي تعليقه على برنامج التغذية العام ونتائج الدراسة، قال السيد محسن سرحان الرئيس التنفيذي لبنك الطعام المصري: “يسعى بنك الطعام المصري إلى حماية الفئات الأكثر استحقاقًا في المجتمع المصري، وتمكينهم من التحرر من الجوع وانعدام الأمن الغذائي، من خلال تصميم برامج قائمة على الأدلة. ومن أجل تحديث تصميم صندوق الطعام الذي نقدمه، قام بنك الطعام المصري بتجربة حزمة غذائية جديدة مصممة لتلبية العناصر الغذائية الأساسية للمستحقين، بما في ذلك الكربوهيدرات والدهون والبروتينات والفيتامينات والمعادن. وبالمقارنة بصندوق الطعام الأساسي الكثيف السعرات الحرارية، فإن صندوق الطعام الجديد “الغني بالعناصر الغذائية” يهدف إلى مضاعفة العناصر الغذائية الدقيقة الشهرية بما في ذلك البروتين والحديد مقارنة بالصناديق التقليدية”.

وأضافت سرحان أن “البحث العلمي يلعب دورًا مهمًا في توجيه القرارات والبرامج لتحقيق تحسينات ملموسة في حياة الأفراد والمجتمعات، ومن خلال البرنامج، صمم فريق البحث تجربة عشوائية محكومة على مستوى القرية لقياس التأثيرات المطلقة والنسبية لصندوق “المغذيات الغنية” المصمم حديثًا، واختار فريق البحث 250 قرية، ووزع المستفيدين عشوائيًا وفقًا للقرى على خمس مجموعات، بناءً على قائمة تضم جميع القرى في جميع محافظات مصر، واختيار 16 أسرة عشوائيًا من كل قرية من بين الأسر التي تم جمع بيانات خط الأساس عنها، لتشكيل عينة بحثية من 4000 أسرة”.

وأشارت الدراسة إلى أن اختيار المواد الغذائية في الصندوق الجديد «الغني بالعناصر الغذائية» يعتمد على أسس علمية ويعكس الاستهلاك الغذائي الشهري الأمثل للشخص المستحق، حيث ستزيد المواد الغذائية الجديدة من استهلاك الحديد بنسبة 16.5%، على عكس الصندوق القديم الذي لم يكن يلبي سوى 5% من احتياجات أفراد الأسرة من الحديد الشهري. وتم اختيار المكونات الجديدة وفقاً لعدة معايير لوجستية وتشغيلية، منها تحمل الظروف المناخية المختلفة أثناء النقل إلى أماكن بعيدة.

ومن جانبها، أعربت ميس أبو حجاب، نائب المدير التنفيذي لمؤسسة ساويرس، عن سعادتها بنتائج الدراسة التي تعد من أكبر دراسات قياس الأثر في مجتمع التنمية المصري، مشيرة إلى أن المؤسسة مهتمة جدًا ببناء شراكات قائمة على استخدام وتوليد الأدلة العلمية التي تخدم مختلف الجهات المعنية ببرامج التنمية التي تستهدف الأسر الأكثر احتياجًا، كما أكدت على اعتزاز المؤسسة بشراكتها مع بنك الطعام المصري ومعهد أبحاث السياسات الغذائية الدولي باعتبارهما مؤسستين رائدتين في مجال دعم الأمن الغذائي للأسر الأكثر احتياجًا.

ومن جانبها، قالت الدكتورة سيكاندرا كردي، رئيسة برنامج مصر في المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية وزميلة باحثة في المعهد، إن هذه الدراسة تمثل العمل المحوري للمعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية للحد من الجوع وسوء التغذية باستخدام التجارب العشوائية المضبوطة، موضحة التأثيرات الكبيرة لصناديق الطعام “الغنية بالمغذيات” على انعدام الأمن الغذائي والتنوع الغذائي بين المستفيدين مقارنة بكل من مجموعة التحكم ومجموعة “صناديق الطعام الأساسية كثيفة السعرات الحرارية”. وتسمح لنا النتائج بفهم التوازن بين التكلفة الأعلى لصناديق الطعام وتحسين جودة النظام الغذائي. كما وجدنا أيضًا تأثيرات متواضعة ولكنها مهمة لتدخل الرسائل التكميلية منخفضة التكلفة على المعرفة والممارسات الغذائية للمستفيدين. وأضافت أننا نتطلع إلى مواصلة تحليل البيانات الغنية والتعاون المستقبلي مع بنك الطعام ومؤسسة ساويرس في دراسة محركات الجودة الغذائية بين المستفيدين، وهو موضوع مهم ليس فقط لبنك الطعام ولكن لسياسات الغذاء في مصر على نطاق أوسع.

وتأتي هذه الشراكة في إطار محور النهوض، أحد المحاور الاستراتيجية لبنك الطعام المصري، والذي من خلاله يعقد البنك شراكات مع مؤسسات بحثية ومراكز فكرية وخبراء دوليين لتقييم أثر برامج البنك على أرض الواقع، كما ينشر أبحاثًا تجريبية لمشاركة الدروس المستفادة مع أصحاب المصلحة الآخرين في المجال، وتتطلع الجهات المشاركة إلى زيادة المعرفة حول التدخل الأمثل لمكافحة سوء التغذية والجوع في مصر.