جمال عبد الناصر يكتب: سر حلاوة وجمال أغاني الشاعر محمد حمزة
1200 أغنية عاطفية وشعبية ووطنية كتبها الشاعر الكبير الراحل محمد حمزة، وغناها جميعها كبار المطربين والمغنيات. حمزة قدم العديد من الأغاني لعبد الحليم حافظ وجميعها من روائع العندليب منها على سبيل المثال: مداح القمر، معوض، سواح، زي الهوى، يعني دمعة حزن، لا، الصداقة بين عبد الحليم وجمع بليغ ومحمد حمزة هذا الثلاثي ليقدموا لنا أعمالاً غنائية وروائع لا تزال باقية وتتناقلها الأجيال.
كما كتب الشاعر الكبير محمد حمزة أجمل أغاني نجاة الصغيرة وفايزة أحمد وشادية ووردة الجزائرية، وأنا شخصيا أحب إحدى أغانيه لوردة: حكايتي مع الزمن. كما قام بتأليف أغنية “عيون بهية” وهي من أجمل أغاني محمد العزابي. كما قام بتأليف أغنية “سامحتك” لأصالة نصري، والتي كانت سببا رئيسيا في شهرتها في مصر والعالم العربي، وحققت نجاحا كبيرا وقت إصدارها. أجمل الكلمات كتبها أيضًا صباح، ومحمد رشدي، وعفاف راضي، وعماد عبد الحليم، وهاني شاكر، وسميرة سعيد، وغيرهم.
الشاعر الكبير الراحل محمد حمزة ومقال لجمال عبد الناصر عنه
رحل محمد حمزة عن عالمنا في مثل هذا اليوم (18 يونيو) عام 2010، لكنه ترك لنا إرثا من الكلمات التي تحولت إلى أغاني مازلنا نحبها ونكتب بعض كلماته لمن نحب. لقد ترك لنا الأغاني الوطنية التي مازلنا نحب مصر بها ونغنيها في كل المناسبات على سبيل المثال. أغنية “يا حبيبي يا مصر” للفنانة الكبيرة شادية، وسر عذوبة وجمال كلمات محمد حمزة يكمن في مفرداته. فهو يكتب بطريقة سهلة وبسيطة. كلماته تشعر أنها بسيطة جداً، لكن من المستحيل أن تكتب مثلها، وهذا كان سر عبقريته في كتابة الأغاني. وبالإضافة إلى كلماته فهو صادق في تعبيره عن المشاعر الإنسانية وكأنه عاشها كلها، ويكتب عن التجارب. يتمتع بإخلاص شديد ويكتب عن مشاعر وآمال وأحلام وطموحات الإنسان والأمة. كتب كل الألوان الغنائية، وكل ما كتبه يصل إلى قلوبنا مباشرة ونتأثر به، فهو شاعر العذوبة والحنان والتأثير المباشر والإحساس الصادق في كل أغانيه ولم يفعل حتى الآن، هناك شاعر غنائي مثل محمد حمزة، سواء في كثرة كرمه أو في صدقه، وسهولة كلماته، وسرعة وصولها إلى القلب، وتميزه في رسم القصص الغنائية.
لم يكن محمد حمزة يكتب كلمات جميلة ومغناة فحسب، بل كان يرسم الصور ويخلق الدراما باللكمات. على سبيل المثال، بدأت أغنية “حاول أن تتذكرني” بالقول: “إذا مررت بطريق مشينا فيه ذات يوم… أو مررت بمكان لنا فيه ذكرى… استمر في تذكري”. هنا يرسم ويتخيل. حمزة هو المشهد الدرامي الذي يمر به ويعيشه كل عاشق يترك محبوبته ويفترق. وعندما يسمع أي مستمع للأغنية عليه أن يتخيل المشهد ويتذكر بنفسه لو أنه مر بنفس الموقف.
وفي إحدى أجمل أغانيه الأخرى “وعد” بدأ الأغنية قائلا: “وعدت بالعذاب وعدت يا قلبي.. ولن تهدى ولا ترتاح في يوم يا قلبي”. الكلمات بسيطة للغاية لكنها عميقة، وهي تعبر عن معاناة العاشق، وترسم لنا صورة درامية للقلب.
وحتى في أغانيه الوطنية فهو يرسم لنا صورة درامية ويبدع في التعبير عن حبه لمصر في أجمل أغنية لشادية “يا حبيبتي يا مصر”. وهي أشهر وأجمل وأفضل أغنية كتبت عن مصر، وفي كل مناسبة وطنية تتصدر المسرح بكلماتها الصادقة وصوت شادية العذب عندما تقول: يا وطني. يا أجمل وطن يا وطني.. من أجلك أضحي.. أنا والأولاد يا وطني.. يا حبيبي يا مصر.. لم يكن هناك أمل في عيون الولاد.. والبنات للبلد.. ولا شافوا شغل.. يسهروا في البلد.. وولدت العزيمة.. ولا. رأى الليل.. في حضن الأشجار.. ولم يسمع عويلًا.. في الليالي المقمرة.. لم يعد أصله في مصر.. لم يرى الرجال.. السود الأشداء.. فوق كل المحن.. ولم يرى العناد.. في عيون الأطفال.. والتحدي. وقت.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: youm7
اكتشاف المزيد من رأي الأمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.