وزير الزراعة: التعاون بين الدول السبيل الوحيد لتحقيق الأمن الغذائي للشعوب
أكد الدكتور محمد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أن الدولة المصرية اتخذت العديد من الإجراءات المهمة فور انضمامها لمجموعة البريكس، منها إنشاء لجنة وزارية تسمى “وحدة البريكس” بمجلس الوزراء، تختص بملفات التعاون مع مجموعة البريكس، وتضم في عضويتها العديد من الوزراء والمسؤولين المعنيين، وهو ما يعكس اهتمام الدولة المصرية بتقديم مساهمة مؤثرة داخل مجموعة البريكس، التي بدأت عضوية مصر فيها مطلع العام الجاري.
وقال القصير خلال كلمته أمام الجلسة الأولى لتجمع البريكس، إن هذه الفعاليات تأتي في ظل التحديات والأزمات العديدة التي يواجهها ملف الأمن الغذائي، بدءا بجائحة كورونا وتزايد التوترات الجيوسياسية الإقليمية والدولية، و وما نتج عن ذلك من ارتفاع في أسعار المواد الغذائية والطاقة وتأثير ذلك على سلاسل التوريد، بالإضافة إلى التأثيرات الكبيرة والمستمرة لتغير المناخ، والتي يتزايد تأثيرها على القطاع الزراعي، بينما يتسبب في انخفاض كفاءة العوائد من الموارد الطبيعية الموارد، بالإضافة إلى القيود التجارية التي تفرضها بعض الدول وتقييد صادراتها من السلع الاستراتيجية.
وأضاف أن هذه التحديات والأزمات أثرت بشكل كبير على اقتصاديات الدول وقدراتها في بناء أنظمتها الغذائية والزراعية المستدامة، وخاصة الدول النامية والاقتصادات الناشئة، كما علمتنا أن التعاون بين الشعوب والحكومات والدول هو السبيل الوحيد لمواجهتها والحد من آثارها بشكل كبير، من خلال العمل المشترك لمواجهة تحديات الأمن الغذائي والتغذية لتحقيق التنمية الزراعية المستدامة لجميع دولنا، وهو ما نتعامل معه اليوم في هذا المؤتمر.
وأشار وزير الزراعة إلى ضرورة قيام الدول باتخاذ إجراءات لدعم نظام الأمن الغذائي والتغذية من خلال اتخاذ العديد من الإجراءات الاستباقية لتعظيم الموارد الطبيعية الزراعية، وحماية التنوع البيولوجي، والحفاظ على صحة التربة وصحة النبات، ومكافحة التصحر، فضلا عن التعاون. في مجالات الزراعة الرقمية، والبحوث الزراعية، والتكيف الزراعي مع… تغير المناخ، مع استثمارات جديدة في البنية التحتية وتحسين الخدمات اللوجستية. بالإضافة إلى اعتماد مفهوم الاقتصاد الدائري والزراعة الذكية مناخيا، مع أهمية التطوير المستمر لسلاسل القيمة الغذائية والزراعية المستدامة، وتعديل السياسات والاستراتيجيات الخاصة بالزراعة لضمان استدامة المحاصيل الغذائية الاستراتيجية التي عادة ما ترتبط لحماية الأمن القومي لكل دولة.
واستعرض وزير الزراعة التجربة المصرية في تحقيق التنمية الزراعية المستدامة والتي حظيت باهتمام كبير من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي – رئيس جمهورية مصر العربية، نظرا لأهمية ذلك في تحقيق الأمن الغذائي وتوفير الغذاء الآمن والصحي. والغذاء المستدام للشعب المصري وكل من يقيم على أرض الدولة المصرية. وأضاف أن الدولة المصرية وضعت استراتيجية للتنمية الزراعية المستدامة في إطار رؤية مصر 2030 تهدف في المقام الأول إلى الحفاظ على الموارد الاقتصادية الزراعية المتاحة وصيانتها وتحسينها وتنميتها وضمان استدامتها بما يحقق أكبر قدر من الأمن الغذائي. والاتساق مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
كما استعرض القصير المحاور والسياسات الجاري تنفيذها.
تحقيق استراتيجية التنمية الزراعية المصرية المستدامة من خلال المشروعات القومية الكبرى المرتبطة بالزراعة بمعناها الواسع، وخاصة مشروعات التوسع الأفقي التي تستهدف استصلاح الصحراء لزيادة الرقعة الزراعية، على الرغم من أن قضية استصلاح الصحراء تستنزف موارد مالية ضخمة وتحتاج إلى استثمارات ضخمة، بالإضافة إلى مشروعات توفير المياه من مصادر مختلفة من خلال المعالجة الثلاثية لمياه الصرف الزراعي وتحلية مياه البحر، مع الاتجاه إلى ترشيد استخدام المياه من خلال تطبيق نظم الري الحديثة.
وقال وزير الزراعة إن الدولة المصرية من أكثر الدول كفاءة في استخدام وإعادة تدوير الموارد المائية، بالإضافة إلى الجهود المبذولة لتطوير أصناف عالية الإنتاجية ومبكرة النضج قليلة الطلب على المياه ومقاومة للعوامل البيئية. الضغوط والجفاف والحرارة، بما يضمن عدم استنزاف هذا المورد المائي الهام، ويزيد من كفاءة العائد من الاستخدام ويضمن استدامته، خاصة أن الدولة المصرية تعتبر من الدول التي تعاني من الفقر والمياه. نقص. بالإضافة إلى التوسع في تطبيقات التحول الرقمي، والإصلاح التشريعي والمؤسسي، ودعم نظام الزراعة التعاقدية، ودعم مبادرات تمويل المزارعين والمنتجين، وخاصة أصحاب الحيازات الصغيرة، ودعم الحياة الكريمة للسكان في المناطق الريفية. بالإضافة إلى اتخاذ الدولة المصرية إجراءات لتأمين مخزون السلع الاستراتيجية من خلال توسيع السعات التخزينية من خلال مشروع الصوامع القومية، وهو ما مكن الدولة من تلبية احتياجاتها وبناء احتياطيات استراتيجية لفترة أطول نسبيا.
وأشار القصير إلى أن وزارة الزراعة بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) أطلقت مبادرة الأغذية والزراعة من أجل التحول المستدام (FAST) خلال المؤتمر السابع والعشرين للأطراف في المناخ في شرم الشيخ في نوفمبر 2022، والتي تهدف إلى تحسين العمل المناخي من أجل التحول المستدام للنظم الزراعية والغذائية من خلال مساهمات التمويل المستدام بحلول عام 2030. وبالنظر إلى أن القطاع الزراعي هو أحد القطاعات الأكثر تأثراً بتغير المناخ،
ودعا وزير الزراعة دول المجموعة إلى دعم هذه المبادرة (FAST) والانضمام إليها كمبادرة تهدف إلى تحفيز التمويل المستدام لتمويل برامج التكيف مع تغير المناخ في القطاع الزراعي.
وأشار القصير إلى أن دول البريكس تتمتع بقدرات اقتصادية هائلة على كافة الأصعدة سواء من حيث المساحة أو السكان أو الناتج القومي أو الإنتاجية الزراعية أو احتياجات الإنتاج الغذائي وخاصة الحبوب، إضافة إلى تنوع المزايا النسبية بين كافة دول المجموعة، مؤكداً أن كل ذلك يمنح المجموعة القوة والتكامل، ما يجعلها قوة اقتصادية بارزة ومؤثرة عالمياً ويمنحها دوراً أكبر ومؤثراً في دعم المسارات المستقبلية لكافة دول المجموعة، بما يعود بالنفع على كافة شعوب تلك الدول، وأنا على ثقة بأننا قادرون على المضي قدماً نحو تحقيق ذلك.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: youm7