وزير الخارجية الأردنى يشيد بعمل "الأونروا" فى قطاع غزة
أشاد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بالعمل البطولي الذي تقوم به وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في قطاع غزة، خاصة في ظل محاولات “الاغتيال السياسي” التي تتعرض لها الأونروا من قبل إسرائيل، مشيرا إلى أن الوكالة تقدم كل ما في وسعها لمساعدة شعب يتعرض لعدوان غاشم.
وقال الصفدي -في مؤتمر صحفي مشترك في عمّان مع المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني- إن أكثر من 197 موظفا من موظفي الأونروا في غزة قتلوا، فيما تحولت مدارسها إلى ملاجئ، مشيرا إلى أن مدارس غزة ليست في مأمن من القصف الإسرائيلي المستمر.
وأشار إلى ضرورة تطبيق القانون الدولي وتوفير الحماية للفلسطينيين في غزة ووقف العدوان الإسرائيلي، مضيفاً أنه دون موقف حازم وحقيقي وفوري من المجتمع الدولي يلزم إسرائيل بمسؤولياتها كقوة احتلال ويفرض دخول المساعدات ويفتح كافة المعابر ويوفر الحماية للمنظمات الدولية “سنجد أنفسنا أمام كارثة إنسانية أكبر من الكارثة التي شهدها التاريخ الحديث حتى الآن”.
وأشار إلى أنه تم بحث الجهود المشتركة لتوفير الدعم السياسي والمادي للوكالة، وكذلك التحضيرات للمؤتمر الذي ستنظمه مملكة البحرين بالتعاون مع مملكة السويد برعاية دول أخرى؛ لضمان استمرار الدعم السياسي للوكالة التي تتعرض لمحاولة اغتيال من قبل إسرائيل، ومواجهة المجتمع الدولي بالحقيقة وهي أن الأونروا لا تمتلك الإمكانات والآليات التي تحتاجها للقيام بواجبها وفق تفويضها الدولي والعمل على حشد الدعم المادي للوكالة.
وأشار وزير الخارجية الأردني إلى أن إسرائيل أدرجت ضمن القائمة السوداء للدول التي تستهدف الأطفال.
وأكد أن الأردن يقف بكل إمكانياته إلى جانب الأونروا ويستمر بتوجيهات مباشرة من الملك الأردني ببذل كل ما في وسعه لتوفير الدعم اللازم لها، والتأكيد للعالم أن الأونروا وكالة إنسانية لا يمكن استبدالها أو القيام بدورها.
وقال “ننظر إلى اللحظة الراهنة وبعد توقف العدوان، حيث لا يمكن لأي منظمة أخرى أن تفعل ما تستطيع الأونروا أن تفعله، ليس فقط في تقديم المساعدات الإنسانية، بل وأيضاً في تقديم الخدمات الصحية والتعليمية. لقد فقدنا جيلاً كاملاً في غزة نتيجة لهذا العدوان، حيث لم يذهب أكثر من 500 ألف طفل فلسطيني في القطاع إلى المدارس منذ أكثر من 9 أشهر، وهذا يوضح مدى الكارثة التي فرضها العدوان، وأن عواقب هذه الكارثة لن تنتهي بوقف هذا العدوان، بل ستستمر لسنوات”.
وأشار وزير الخارجية الأردني إلى أنه تم بحث الوضع في الضفة الغربية، حيث يتم محاصرة قدرة الوكالة على القيام بدورها، فيما ترتكب إسرائيل جرائم حرب هناك، في انتهاك واضح للقانون الدولي، وتقويض كامل لكل فرص تحقيق السلام العادل والشامل، والذي لن يتحقق إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس المحتلة.
وأوضح أن العام الجاري شهد أكبر مصادرة لأراضي فلسطينية منذ نحو 30 عاماً في الضفة الغربية، إضافة إلى المداهمات والعدوان على التجمعات الفلسطينية في الضفة الغربية، والإرهاب الاستيطاني الذي يواصل إيقاع الموت والدمار بالفلسطينيين، مشيراً إلى أن هناك جانباً إيجابياً مشرقاً نراه في التضحيات التي تواصل الأونروا والمنظمات الدولية الأخرى تقديمها.
قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن إسرائيل تستهدف الأونروا وتسعى بشكل مستمر قبل بدء العدوان على غزة في السابع من أكتوبر لوقف عملها الدؤوب تجاه الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن العديد من دول العالم تقف إلى جانب الأونروا لإيمانها بإنسانية الوكالة وأهمية دورها ليس فقط في مساعدة الشعب الفلسطيني وتوفير الخدمات التعليمية والصحية، بل في بناء المستقبل الفلسطيني والحفاظ على قضية اللاجئين التي تعد قضية أساسية في الصراع مع إسرائيل.
وشدد الصفدي -خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني في العاصمة عمان- على أهمية العمل على استمرار عمل الوكالة في قطاع غزة في ظل التحديات التي تزايدت خلال الأشهر التسعة الماضية نتيجة الأعباء الكارثية التي فرضها العدوان الإسرائيلي على غزة ووضعها في إطار مسؤوليات الوكالة، مؤكداً استمرار بلاده في بذل كل جهد ممكن بالتعاون مع أشقائها لضمان حصول الوكالة على كافة الاحتياجات والإمكانيات حتى تتمكن من القيام بدورها وتنفيذ تفويضها الدولي داخل القطاع.
وأكد وزير الخارجية الأردني أن إسرائيل تحاول اغتيال الأونروا سياسيا بهدف تصفية القضية الفلسطينية، داعيا المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات كبيرة لضمان استمرار عمل الوكالة في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة.
ودعا الصفدي إلى ترجمة المواقف إلى أفعال فعالة توقف العدوان الإسرائيلي في غزة والضفة الغربية وتمنع توسع الصراع في المنطقة، مشددا على أهمية حماية العاملين في وكالة الأونروا والمؤسسات التابعة لها من الاعتداءات العدوانية التي تستهدفهم بشكل مستمر في غزة.
من جانبه، قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، إن الأطفال دفعوا ثمناً باهظاً نتيجة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأضاف لازاريني -في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في العاصمة عمان- “تحدثت اليوم مع وزير الخارجية الأردني عن الثمن الذي دفعه الأطفال في قطاع غزة نتيجة الحرب الإسرائيلية. بعضهم قتل وبعضهم تحت الأنقاض وبعضهم فقد عائلاتهم وبعضهم فقد أطرافهم”.
وتابع: ناقشنا الوضع المأساوي في غزة خلال الأشهر الماضية، حيث هناك 350 ألف فلسطيني يعيشون على زوايا الطرق في غزة بسبب أوامر الإخلاء الإسرائيلية، وهو ما يؤكد أنه لا يوجد مكان آمن هناك.
وأشار إلى أنه ناقش -خلال لقائه وزير الخارجية الأردني- الهجمة التي تتعرض لها الأونروا والعاملين فيها، بالإضافة إلى تدمير منشآتها والمرافق الصحية فيها.
وقال “إذا وضع قرار وقف إطلاق النار في مكانه الصحيح فسنبدأ عملية التحقيق على الفور، وإذا لم نفعل ذلك سيكون هناك خطر في المستقبل”، مشيرا إلى أن “الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية وكل من يمثل المنظمات المتعددة الأطراف سيكونون هدفا في سياقات أخرى، وعلينا أن نتجنب ذلك”.
وأضاف: ناقشنا الهجمة السياسية الواسعة على الأونروا، وتصنيف المنظمة كمنظمة إرهابية، بالإضافة إلى “ترهيب زملائنا في الميدان بغزة والضفة الغربية، ونحن نعلم أن هذه مجرد محاولة هدفها الأساسي تجريد الفلسطينيين من حقهم في إقامة دولتهم، وعلينا جميعا أن نعمل لمواجهة هذه المحاولة”.
وأشار إلى أنه بحسب المراجعة التي تمت في الوكالات المختلفة فإن تفويض الأونروا لا غنى عنه، للأسباب التي أنشئت من أجلها، وبمجرد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فإن الوكالة هي المنظمة الوحيدة التي يمكنها أن تقدم نوعاً من الأمل لملايين الفلسطينيين في القطاع.
وأوضح أن هناك مليون إنسان تحت سن 18 عاماً في غزة، منهم أكثر من 600 طفل في سن المدرسة الأساسية، يعيشون وسط الأنقاض، وقد تعرضوا لصدمة كاملة، ونحن نسعى إلى عدم حرمان الفلسطينيين من التعليم لأنه المفتاح لمستقبل أفضل.
وتابع: “لذلك، وبعد تطبيق قرار وقف إطلاق النار، سنعيد الأطفال إلى المدارس والبيئة التعليمية، وإذا لم نفعل ذلك، فإننا نضحي بجيل كامل ونساعد في زرع بذور المزيد من المتطرفين في المستقبل، وسنعمل على منع تفكيك عمل المنظمة في القطاع، مما قد يسبب المزيد من عدم الاستقرار”.
وفي رده على سؤال حول استمرار القصف الإسرائيلي الذي يستهدف بشكل مباشر العاملين في وكالة الأونروا ومؤسساتها في غزة، دعا لازاريني إلى ضرورة مواجهة المحاولات الإسرائيلية لتفكيك البنية التحتية للمنظمة، مؤكدا أن الوكالة ستواصل بذل كل الجهود الممكنة بلا كلل في ظل تعرضها لانتهاكات مستمرة من قبل قوات الاحتلال.
وشدد على ضرورة محاسبة إسرائيل على انتهاكها للقوانين والتشريعات الدولية في حربها على غزة، مشيراً إلى أن العديد من المؤسسات الحكومية وغيرها خرجت عن الخدمة نتيجة عجزها عن العمل في ظل القصف الإسرائيلي المتواصل على كافة مناطق القطاع.
وأضاف أن الهجمة الإسرائيلية على الأونروا تهدف إلى تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم وأرضهم وقتل حقهم في إقامة دولتهم المستقلة، محذرا في الوقت ذاته من خطورة تفاقم الوضع المالي داخل الوكالة بعد الضرر الذي لحق بها نتيجة تجميد بعض الدول تمويلها للأونروا ومن بينها الولايات المتحدة الأميركية خلال الفترة الماضية.
وأوضح لازاريني أن العديد من دول العالم استأنفت تمويلها، لكن ذلك لا يكفي لتعويض الوكالة عن الأزمة التي عانت منها في الماضي وغياب الولايات المتحدة التي تعد من أكبر الممولين للأونروا، مشيرا إلى أن الوكالة ستتخذ خطوات لزيادة دعمها المالي من خلال اجتماع ستعقده في سبتمبر/أيلول المقبل لحشد الموارد للأونروا لمواصلة عملها وتقديم الخدمات الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطيني في ظل استمرار الحرب على غزة.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: youm7
اكتشاف المزيد من رأي الأمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.