د.مصطفى عثمان يكتب: «ذكرى استشهاد الإمام الحسين .. دوافع قتله»
إنه أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي سبط النبي محمد صلى الله عليه وسلم؛ لا يعرف قدره إلا من جاد الله عليه بفضله؛ في ذكرى عاشوراء؛ ذلك اليوم الحزين لنا في أسباب مقتل الإمام دروسا مستفادة يجب البعد عنها حتى تستقيم تدنيننا وتظفرين بحسن الجزاء في الآخرة؛ ومن هذه الأسباب الآتي:
– غريزة الحسد: فيقول المولى عز وجل \”أم يحسدون الله على ما آتاهم الله من فضله فقد أتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما…\” سورة النساء – إيه 54؛ فهذه الآية تتضمن الإجابة على سؤال: لماذا قتل الإمام الحسين؟؛ انه بقرينة المقابلة في قوله تعالى: \”فقد أتينا ال إبراهيم\” دلالة على أن المراد من الناس هو النبي وأهل بيته الأخيار الأطهار؛ وأن أول حادثة قتل على ظهر الأرض كان منشأها الحسد؛ فيقول المولى عز وجل \”واتل عليهم نبأ أبني آدم إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر…\”.-
الثأر: بنو أمية بالخصوص يحملون الحقد والثأر على الرسول وأهل بيته لإزالة ملكهم وسيادتهم وكسر أصنامهم والقضاء على جاهليتهم؛ فكانوا يتعاملون مع النبي على أساس منازعة الملك والسلطان؛ فحين جيء بأبا سفيان إلى النبي في فتح مكة؛ وقتها رأى جيس المسلمين بعددهم وعدتهم؛ قال أبو سفيان للعباس عمى النبي: لقد صار ملك ابن أخيك عظيما؛ فنهره العباس وقال له: بل هي النبوة.
– جهل المسلمون واقع الإمام الحسين وحقيقة وجوده: ويمكن حصر هذا السبب ضمن أسباب متداخلة هي:
o تقصير العرب في بداية الدعوة السامية وعدم بذل العناية في تقبل المفاهيم والقيم الانسلامية؛ أدى هذا التقصير إلى وجود ترسبات جاهلية تعيش في أوساطهم بالإضافة إلى تأثيرات المنافقين؛ لهذا تم فقد السيطرة والتحكم في المجتمع الإسلامي؛ وهذا كان سببا في جعل الكثير من المسلمين لا يفهمون أهمية أهل البيت في إكمال مسيرة النبي؛ مما أدى الى الابتعاد والدفاع عنهم؛ بل اعتبرو الخلاف عائلى فى اوساط قريش؛ وكأنهم لا دور لأهل البيت فى رسم خارطة الحق.
o نشوء حياة الترف المادي والابتعاد عن الإسلام: وكان ذلك نتيجة للفتوحات الإسلامية التي أحدثت نقلة نوعية للمعيشة في الجزيرة العربية؛ لان جمع المال يؤدى إلى حالة من الرغبة في الدخول في الصرعات خوفا على المصالح الدنيوية؛ فكان هناك أعراض منهم للوقوف إلى جانب الحق (ال البيت الكرام).
– الفساد الأخلاقي الذي أقحمه الأمويون في أوساط المسلمين: الفساد له دور كبير في تحطيم القيم الإنسانية العليا للمجتمع؛ يجعل الناس لا يبالون باتباع الحق والوقوف إلى جانبه ونصرته؛ فقتل الإمام الحسين ولم يخرج معه إلا عدد قليل من المسلمين.
– السياسة القمعية التي اتبعها الأمويون تجاه من يعارضهم إذا فشل سلاح الإغراء بالمال؛ مما يجعل كثير من الناس يفضلون السكينة والهدوء وعدم الخروج ضد اليزدي أو من مثله في فسقه وفجوره.
– المؤامرة التي حاكها عبيد الله بن زياد عند دخوله الكوفة؛ مما أحدث زعزعة في صفوف المتهيئين لنصرة الإمام الحسين؛ هذه المؤامرة التي كانت سببا في أن تجعل الأم تخرج وتسترجع ولدها والزوج تتوسل إلى زوجها عدم الخروج للوقوف إلى جوار الإمام الحسين
نتيجة لفساد بنو أمية وظلمهم قتل الإمام الحسين، لقد سلك الأمويون مسلك بنو إسرائيل في جريمة الإفساد في الأرض؛ فيقول المولى \”من أجل ذلك كتبنا على بنى اسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس أو فسادا فى الارض فكانما قتل الناس جميعا\”
اكتشاف المزيد من رأي الأمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.