نيويورك تايمز: رغم الضربات المتلاحقة مصير محمد الضيف لا يزال مجهولا لإسرائيل
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز في عددها الصادر اليوم الاثنين أنه رغم الضربات المتوالية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في الآونة الأخيرة لاستهداف القيادي في حركة حماس محمد الضيف وقادة بارزين آخرين فإن مصير الضيف ما زال مجهولا بالنسبة لها حتى الآن.
على مدى أسابيع، كانت إسرائيل تراقب فيلا محاطة بأشجار النخيل في جنوب غزة، حيث اعتقدت أن مسؤولاً كبيراً في حماس يقيم مع عائلته، لكنها امتنعت عن ضربها، وفقاً لثلاثة مسؤولين كبار في وزارة الدفاع الإسرائيلية، لأنها كانت لديها هدف أكبر في الاعتبار: استهداف الضيف نفسه، زعيم الجناح العسكري لحماس.
وبحسب المسؤولين الذين تحدثوا للصحيفة دون ذكر أسمائهم، فإن الحكومة الإسرائيلية، بعد أن علمت بتواجد الضيف داخل الفيلا، أرسلت طائرات مقاتلة دمرت المكان وقتلت العشرات من الفلسطينيين في المنطقة المحيطة به.
وقال الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) إن الغارة أسفرت عن مقتل القائد الكبير في حماس رافي سلامة. لكن مصير ضيف، الذي كان الرجل الثاني في حماس ويُنظر إليه على أنه مهندس الهجوم على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ظل غير واضح.
ودافعت الحكومة الإسرائيلية أيضا عن قرارها بإصدار الأمر بتنفيذ الضربة، التي قال مسؤولون إنها استخدمت فيها ما لا يقل عن خمس قنابل موجهة بدقة من صنع الولايات المتحدة، في منطقة حددتها إسرائيل نفسها كمنطقة إنسانية للفلسطينيين الذين طردوا من منازلهم بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الغارة تمت الموافقة عليها بعد مراقبة واسعة للفيلا التي تعد أحد مراكز القيادة السرية لرافي سلامة، بحسب ثلاثة مسؤولين إسرائيليين كبار. وتقع الفيلا في منطقة تعرف باسم المواصي، غربي خان يونس، بالقرب من البحر الأبيض المتوسط.
وقال مسؤولان إن المنزل مملوك لعائلة سلامة، التي بدأت تقضي المزيد من الوقت هناك في الأشهر الأخيرة بعد أن اجتاحت القوات الإسرائيلية العديد من معاقله الأخرى في خان يونس فوق الأرض وتحتها.
وقال المسؤولون إن سلامة قضى معظم وقته في شبكة أنفاق حماس، لكنه كان يقيم بانتظام في الفيلا مع أسرته ومسلحين آخرين، للهروب من الظروف الخانقة في الأنفاق. وأكدوا أن ضباطا من وحدة إسرائيلية تشرف على تحديد الأهداف ذات القيمة العالية والتي يعمل بها عملاء من الاستخبارات العسكرية والشاباك اكتشفوا وجود سلامة قبل عدة أسابيع، لكنهم أضافوا أن القادة الإسرائيليين قرروا تأجيل أي محاولات لقتله لمعرفة ما إذا كان الضيف سينضم إليهم في وقت ما.
وتابعت الصحيفة الأميركية، أنه من المعتقد أن محاولات الاغتيال السابقة ضد الضيف ربما أدت إلى إعاقته، وربما فقد إحدى عينيه أو أحد أطرافه، فيما قال مسؤولون إن الجيش الإسرائيلي يعتقد أن الضيف يعاني من مشاكل صحية تجبره على قضاء وقت أطول من غيره من قادة حماس فوق الأرض، وتحديدا خارج شبكة الأنفاق.
وقال المسؤولون إن ضباط الاستخبارات الإسرائيلية تلقوا معلومات يوم الجمعة تفيد بأن الضيف ظهر في الفيلا، وبعد أن تلقى الجيش المزيد من المؤشرات على وجوده بعد الساعة العاشرة صباحًا من اليوم السابق، تم إرسال طائرات، لكن صحيفة نيويورك تايمز أكدت أنه لم يتضح على الفور كيف قد تؤثر الغارة على محادثات وقف إطلاق النار التي تهدف إلى إنهاء القتال في غزة وإطلاق سراح السجناء الذين تحتجزهم حماس، خاصة وأن المحادثات استؤنفت في الأيام الأخيرة بعد أسابيع من الجمود.
ورغم أن المفاوضات قد تتعرض لبعض التعطيل، فإن مصلحة حماس الأساسية في التوصل إلى مثل هذه الصفقة لا تزال قائمة، كما يقول المحللون. ويقول مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة، التابعة لحركة فتح، المنافس السياسي الرئيسي لحماس، إن حماس ليس لديها خيار سوى العودة إلى طاولة المفاوضات. وأضاف: “حماس في وضع سيئ للغاية. فقد تم دفعها إلى الزاوية عسكريا، ولا شك أنها أصبحت ضعيفة بعد تسعة أشهر”.
وبحسب وزارة الصحة في غزة، قُتل ما لا يقل عن 90 شخصًا، نصفهم تقريبًا من النساء والأطفال، وجُرح 300 شخص. ووصفت التقارير الواردة من القطاع المستشفيات بأنها مكتظة بالجرحى الفلسطينيين. ومن بين الضحايا العديد من الأطفال، بعضهم مصاب بالشلل أو يحتاجون إلى بتر، وفقًا لسكوت أندرسون، وهو مسؤول كبير في الأمم المتحدة زار مستشفى قريبًا بعد الهجوم وقال إنه رأى العشرات من الأشخاص المصابين في الانفجار.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: youm7
اكتشاف المزيد من رأي الأمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.