7579HJ
مصر

حكم التشاؤم من شهر صفر وغيره من الأيام أو الشهور

حكم التشاؤم من شهر صفر وغيره من الأيام أو الشهور
القاهرة: «رأي الأمة»

ورد سؤال إلى دار الإفتاء، ونصه: يقول بعض الناس إن العرب تطيروا بشهر صفر، فما حكم الشريعة الإسلامية في التطير ببعض الأشهر، كشهر صفر مثلاً؟ وكان جواب الدار على النحو التالي:

ومن الخرافات المحرمة في الشريعة الإسلامية التشاؤم بشأن بعض الأشهر، كأن يعتقد الإنسان أن يوماً أو شهراً معيناً يتصف بالتعب والضغط والصعوبة، أو أن النجاح غير موجود فيه، ونحو ذلك من الخرافات التي لا أساس لها من الصحة، فيمتنع عن قضاء حوائجه أو حضور أي مناسبة في ذلك اليوم أو الشهر.

وإن كان هناك تحريم شرعي للتشاؤم والخرافة عموماً، واعتبارها عادة جاهلية، إلا أن هناك تحريماً نبوياً للتشاؤم في أوقات وأشهر معينة على وجه الخصوص، كما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لا عدوى ولا صفر ولا هامة». وفي رواية للبخاري: «لا عدوى ولا خرافة ولا هامة ولا صفر».

يقول الإمام ابن عبد البر القرطبي في “”الاستذكار”” (8/ 424 ، نشر دار الكتب العلمية – بيروت): [وأما قوله: “ولا صَفَرَ” فقال ابن وهب: هو من الصفار يكون بالإنسان حتى يقتله، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يقتل الصفار أحدًا. وقال آخرون: هو شهرُ صَفَرَ كانوا يُحلِّونه عامًا ويُحَرِّمونه عامًا، وذكر ابن القاسم عن مالك مثل ذلك] أوه.

قال الإمام الطيبي في “شرح المشكاة” (9/ 2980، نشر مكتبة نزار مصطفى الباز): [«ولا صفر» قال أبو داود في “سننه”: قال بقية: سألت محمد بن راشد عنه فقال: كانوا يتشاءمون بدخول صفر، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “لا صفر”. قال: وسمعت مَن يقول: هو وجعٌ يأخذ في البطن، يزعمون أنه يُعْدِي. قال أبو داود: قال مالك: كان أهل الجاهلية يحلون صفرًا عامًا ويحرمونه عامًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا صَفَرَ»] أوه.

وجاء في شرح سنن ابن ماجه للسيوطي (ص 259 طبعة الكتب القديمة): [قوله: «ولا صَفَر» بفتحتين كانت العرب تزعم أنه حية في البطن واللدغ الذي يجده الإنسان عند الجوع من عضه. وقيل: هو الشهر المعروف كانوا يتشاءمون بدخوله ويزعمون أن فيه يكثر الدواهي والفتن. وقيل: أراد به النسيء؛ فإنَّ أهل الجاهلية يحلّونه عامًا ويحرمونه عامًا، ويجعلون المحرّم صفرًا ويجعلون صفرًا من أشهر الحرم. قال جل ذكره: ﴿إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ﴾ [التوبة: 37] الآية، فكل هذه المزاعم أبطلها الشارع ونفاها]انتهى.

إن التشاؤم بشأن شهر صفر ـ وهو من أشهر السنة الهجرية، لزعمهم أنه شهر تكثر فيه المصائب والفتن ـ من الأمور التي نهى عنها النص النبوي الشريف.

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

مصدر المعلومات والصور: youm7

 

زر الذهاب إلى الأعلى