ما تزرعش عقدة التفوق فى ابنك من صغره.. استشارى يوضح خطورتها

يزرع العديد من الآباء والأمهات عقدة التفوق في نفوس أبنائهم، حيث يريدون منهم دائماً الحصول على أعلى الدرجات والتفوق والمركز الأول، وقد أثبتت الأبحاث أن الآباء والأمهات الذين يريدون لأبنائهم الحصول على أعلى الدرجات قد يجعلون أبنائهم عرضة للتحول إلى أشخاص مثاليين، مما يسبب لهم مشاكل كبيرة بالإضافة إلى معاناتهم من اضطرابات نفسية.

وفي السطور التالية سنتعرف على رأي الطب النفسي في عقدة التفوق التي يزرعها الآباء في أبنائهم وطرق التغلب عليها.

قال الدكتور محمد محمود حمودة، مدرس واستشاري الطب النفسي بكلية الطب جامعة الأزهر، إن كثيرًا من الأسر تزرع عقدة التفوق لدى الطالب منذ الصغر، لأنها تربط بين كونه محبوبًا أو مرغوبًا في الأسرة وبين تفوقه الدراسي، وبناءً على ذلك تمنحه المكافآت ويشعر بقيمته، أما إذا لم يتفوق يبدأ الطالب يشعر بالإهمال ويفقد قيمته داخل الأسرة ويشعر بالإهمال والتنمر.

وأوضح أن الطالب مع مرور الوقت ينشأ لديه رغبة في التفوق ويصبح تقديره لذاته مبنيا باستمرار على درجاته والإنجاز الذي يحققه وكأنه إنسان لا قيمة له وأن قيمته في إنجازاته فقط، فينتقد نفسه وتبدأ بداخله عقدة السعي إلى الكمال وتتكون بداخله سمات الشخصية الوسواسية.

وأضاف أن تميز الطالب يصبح قيمته ويبحث عن الكمال والمثالية وينتقد نفسه والآخرين في المستقبل إذا لم يحقق الكمال الذي يسعى إليه، مشيراً إلى أن الطالب يعيش في قلق وصراع نفسي دائم بين رغبته في الاسترخاء والراحة وتحقيق الإنجاز، فيظهر عليه علامات القلق أو ما يسمى بالأعراض العصابية مثل: نتف الشعر وقضم الأظافر، ويظهر أعراض التوتر ويعاني من الرهاب أو اضطرابات القلق مثل اضطراب الوسواس القهري، وكل هذه الاضطرابات مرتبطة بالضغط النفسي الذي يتعرض له الطالب.

وعن طرق التعامل مع عقدة التفوق والوقاية من إصابة ابنك بها، أوضح الدكتور محمد محمود حمودة، استشاري الطب النفسي، بعض النصائح ومنها:

– جعل الطالب يبذل جهدا مستمرا في الدراسة حسب قدرته طوال العام.
– نتوقف عن انتقاد الطالب أو إشعاره بأن قيمته ليست في الدرجة التي يحصل عليها، بل في قيمته في نفسه وشخصه.
نشجعه على تعلم الثقة بالنفس من خلال التواصل الاجتماعي وتكوين الأصدقاء وممارسة الرياضة والتواجد بين الناس، كل هذه الأمور تجعل الطالب لا يسعى فقط إلى الدرجة ويسعى إلى الكمال والمثالية، بل يمارس أنشطة مختلفة في حياته.