منظمة التعاون الإسلامي تحمل إسرائيل “المسؤولية الكاملة” عن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية
كتب: هاني كمال الدين
وفي بيان صدر بعد اجتماعها الاستثنائي في جدة يوم الأربعاء، وصفت منظمة التعاون الإسلامي تصرف إسرائيل بأنه “انتهاك صارخ للقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة وانتهاك خطير لسيادة إيران وسلامة أراضيها”.
“يدين بشدة اغتيال السيد إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق أثناء وجوده في طهران عاصمة إيران، ويحمل إسرائيل، القوة المحتلة غير الشرعية، المسؤولية الكاملة عن هذا الهجوم الشنيع، الذي يشكل جريمة عدوان وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وانتهاكاً خطيراً لسيادة جمهورية إيران الإسلامية وسلامة أراضيها وأمنها الوطني، ويحذر من أن الجرائم المستمرة التي ترتكبها إسرائيل، القوة المحتلة غير الشرعية، تقوض الأمن والاستقرار في المنطقة، ويطلب التدخل الفوري والفعال من مجلس الأمن الدولي، في إطار مسؤوليته الأساسية في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين”.
وعقد اللقاء لبحث “الجرائم المستمرة” التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني وانتهاكها لسيادة إيران.
وفي البيان، أدانت منظمة التعاون الإسلامي “جرائم الحرب والعدوان والإبادة الجماعية المتواصلة التي ترتكبها إسرائيل، القوة المحتلة غير الشرعية، في قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها مدينة القدس الشريف”.
وطالبت بإنهاء “العدوان الإسرائيلي وسياسة التعذيب والتجويع والعقاب الجماعي ضد الشعب الفلسطيني” على الفور ورفضت بكل الوسائل الممكنة أي محاولة لتهجير أو طرد أو نقل قسري للشعب الفلسطيني من أرضه. وحثت الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي الأمم المتحدة ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على وضع حد للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وضمان الوصول الكافي والمستدام للمساعدات الإنسانية في جميع أنحاء قطاع غزة، وفقًا للقرارين 2720 و2728، وتوفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين العزل. وحثت جميع الدول على اتخاذ التدابير اللازمة لمنع إسرائيل من مواصلة “جرائمها ضد الشعب الفلسطيني” وضمان احترام وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وكذلك التدابير المؤقتة لمحكمة العدل الدولية بشأن جريمة الإبادة الجماعية.
وفي البيان، قالت منظمة التعاون الإسلامي: “تدعو جميع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي إلى التضامن ضد الأعمال غير القانونية التي تقوم بها القوة المحتلة الإسرائيلية، والتي تؤدي إلى تفاقم الصراع في المنطقة وتهدد السلام والأمن الإقليميين، وذلك من خلال اتخاذ التدابير الدبلوماسية والقانونية والسياسية اللازمة لوقف التصعيد في المنطقة، والسعي لإيجاد طريق نحو السلام والاستقرار الإقليمي والدولي”.
وحذرت من استمرار “الاقتحامات” للمسجد الأقصى/الحرم الشريف، وخاصة اقتحامات وزير الأمن الوطني الإسرائيلي، والتي وصفتها بـ”العمل الاستفزازي”، وأدانتها “بأشد العبارات”.
وجاء في البيان الصادر بعد الاجتماع “يؤكد على ضرورة احترام الوضع القانوني والتاريخي للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، بما في ذلك دور دائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك في وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية، باعتبارها الجهة الوحيدة ذات الاختصاص الحصري المسؤولة عن إدارة جميع شؤون المسجد الأقصى المبارك (الحرم القدسي الشريف)، وتنظيم الدخول إلى المسجد، في ظل الرعاية الهاشمية التاريخية للأماكن المقدسة”.
وحثت الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي جميع الدول على الامتناع عن الانخراط في أي نوع من أنواع المساعدة أو التعاون مع إسرائيل، وقالت إن ذلك “من شأنه أن يطيل أمد احتلال إسرائيل غير القانوني للأراضي الفلسطينية، ويمنحها الإفلات من العقاب، ويشجعها على مواصلة جرائمها وانتهاكاتها الصارخة للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة”.
وجاء في البيان “يؤكد دعمه للجهود الرامية إلى محاسبة إسرائيل، القوة المحتلة غير الشرعية، على انتهاكاتها وجرائمها المستمرة ضد الشعب الفلسطيني، ويرحب في هذا الصدد بالرأي القانوني الصادر مؤخرا عن محكمة العدل الدولية والذي يؤكد عدم شرعية وجود إسرائيل واستيطانها الاستعماري في الأرض الفلسطينية المحتلة، ويدعو في هذا الصدد إلى اتخاذ التدابير اللازمة لإنهاء احتلال إسرائيل غير الشرعي للأرض الفلسطينية في أقرب وقت ممكن”.
كما حث أعضاء منظمة التعاون الإسلامي المحكمة الجنائية الدولية على تسريع التحقيق في جرائم الحرب والجرائم “التي ارتكبتها” إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.
وقال نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي خلال الاجتماع إن بلاده ترفض “أي انتهاك لسيادة الدول أو التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة”، حسبما ذكرت الجزيرة.
حملت حماس وإيران إسرائيل مسؤولية اغتيال هنية في طهران في 31 يوليو/تموز. إلا أن الحكومة الإسرائيلية لم تصدر أي بيان بشأن اغتيال هنية.
وقال وزير خارجية غامبيا مامادو تانجارا إن عملية القتل “الشنيعة” التي ارتكبها هنية والحرب الدائرة في غزة من الممكن أن تؤدي إلى صراع إقليمي. ووصف عملية القتل بأنها “انتهاك لسيادة إيران وسلامة أراضيها”.
وأضاف أن “هذا العمل الشنيع لا يؤدي إلا إلى تصعيد التوترات القائمة مما قد يؤدي إلى صراع أوسع نطاقا قد يشمل المنطقة بأكملها”.
وفي كلمته في اجتماع منظمة التعاون الإسلامي، دعا تانجارا إلى “سلام دائم يعالج الأسباب الجذرية للصراع في اليمن”. [Israeli-Palestinian] “الصراع”، حسبما ذكرت الجزيرة.
وقال إنه “من الضروري” أن يتعاون المجتمع الدولي لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين والعمل على التوصل إلى حل سياسي مستدام يعزز السلام والأمن لجميع شعوب المنطقة.
تصاعدت التوترات في غرب آسيا بعد أن أعلن الحرس الثوري الإسلامي في 31 يوليو/تموز أن إسماعيل هنية قُتل في هجوم في العاصمة الإيرانية طهران.
وقال الحرس الثوري الإيراني في بيان إن هنية وأحد حراسه الشخصيين قتلا عندما تم قصف منزلهما في طهران.
ولم يصدر حتى الآن أي بيان من إسرائيل بشأن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس. وكان هنية، الذي كان يقيم في قطر، موجودا في طهران لحضور مراسم أداء اليمين للرئيس الإيراني المنتخب حديثا مسعود بزشكيان. وتم استبدال هنية بزعيم حماس في غزة يحيى السنوار.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .