7579HJ
أخبار عربية

الرئيس الفلسطينى: نتعرض لظلم تاريخى وجرائم حرب وإبادة جماعية فى ظل غياب العدالة الدولية

القاهرة: «رأي الأمة»

أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم الخميس، أن الشعب الفلسطيني يتعرض لظلم تاريخي ويرتكب بحقه الاحتلال الإسرائيلي مجازر وجرائم حرب وإبادة، أدانتها كافة المحاكم والمحافل الدولية.

وقال عباس في كلمته أمام البرلمان التركي وبحضور الرئيس التركي: “جئتكم من أرض فلسطين المباركة، أرض العهد، من القدس وما حولها، أحمل إليكم آلام وآمال الشعب الفلسطيني الذي يعيش آلاماً كبيرة ونكبة مستمرة منذ عام 1948 ويواجه جرائم الاحتلال وغياب العدالة الدولية، متمسكاً بأرضه ووطنه ومقدساته وحقوقه الوطنية الثابتة، مؤمناً في الوقت نفسه بأن الله سيتوج نضاله الوطني بالنصر والحرية، وسيرفع عن شعبه الهم الذي طال”.

ودعا الرئيس الفلسطيني إلى الرحمة لأرواح عشرات الآلاف من الشهداء الذين ارتقوا إلى خالقهم نتيجة العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة والتطهير العرقي التي تشنها ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، وكان آخرها الجريمة التي ارتكبت بحق الشهيد إسماعيل هنية، داعياً إلى قراءة الفاتحة على روحه وأرواح شهداء فلسطين الأبرار.

وحيا عباس الشعب التركي الذي احتشد تحت قبة هذا البرلمان لنصرة الشعب الفلسطيني والدفاع عن قضيته العادلة، وهو ما يرى أنه يمثل جل اهتمامه ومناقشاته في هذا المجلس لمداواة جراح الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لظلم تاريخي وارتكبت بحقه مجازر وجرائم حرب وإبادة أدانتها كل المحاكم والمحافل الدولية.

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، “كيف يصمت المجتمع الدولي على المجازر اليومية التي ترتكبها قوات الاحتلال في الملاجئ بغزة، ومنها مجزرة مدرسة التبين قبل أيام، والتي راح ضحيتها أكثر من 100 شهيد في ليلة واحدة، بالإضافة إلى مئات الجرحى؟”.

وأضاف الرئيس الفلسطيني -في كلمة أمام البرلمان التركي- “إننا نقدر عاليا الدور التركي الرائد في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال، كما نقدر مواقف مؤسسات المجتمع المدني الرافضة والمستنكرة للجرائم البشعة التي يرتكبها الاحتلال بحق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا.. مشيداً بقرار تركيا الانضمام إلى الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد الإبادة التي ارتكبتها إسرائيل في غزة لدى محكمة العدل الدولية”.

وأكد عباس أن هدف إسرائيل الحقيقي من حرب الإبادة في غزة والضفة والقدس هو اقتلاع الوجود الفلسطيني من أرضنا وتهجير الفلسطينيين قسرا من فلسطين مرة أخرى كما حدث عام 1948 و1967، ويريدون تكرار مأساة التهجير الفلسطيني خارج أرضهم ووطنهم، وهذا لن يحدث أبدا مهما فعلوا ومهما حاولوا، فشعبنا متمسك بأرضه ووطنه ومقدساته ولن يتخلى عن هؤلاء المحتلين الغاصبين مهما بلغت التضحيات.

أشاد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بمواقف مصر والأردن الرافضة لمخططات التهجير الإسرائيلية، والتي تنسجم تماما مع الموقف الفلسطيني وتدعمه في كافة المحافل، مثمناً في الوقت نفسه الإجماع الدولي المعارض للمخططات الإسرائيلية المخالفة للقانون الدولي.

وأشار عباس إلى أنه منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول وحتى الآن استشهد 40 ألف فلسطيني (أطفال ونساء ورجال)، وأصيب 80 ألفاً واختفى 10 آلاف، إضافة إلى استشهاد 10 آلاف آخرين في الضفة الغربية، إلا أن الشعب الفلسطيني صابر وصامد ولن يترك أرضه.

وأكد أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية الموحدة، ولا دولة في غزة ولا دولة بدون غزة، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني لن ينكسر أو يستسلم، مضيفاً: “سعداء ببناء غزة ونداوي جراح الشعب الفلسطيني بسواعد أبنائها ودعم الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم تحت مظلة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية مهما طال الزمن ومهما عظمت التضحيات”.

وأضاف الرئيس الفلسطيني: “إن القتلة ومجرمي الحرب لن يفلتوا من العقاب على جرائمهم التي ارتكبوها ويرتكبونها، والتي لن تسقط بالتقادم، وسنواصل نضالنا وكفاحنا لتحقيق العدالة في فلسطين، وسنواصل العمل الجاد مع المؤسسات الدولية ذات الصلة، وأبرزها محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية التي أعلنت أن نتنياهو وأحد وزرائه مطلوبان للسجن، بالإضافة إلى الجمعية العامة ومجلس الأمن”.

وأكد أن الشعب الفلسطيني بصموده الأسطوري ومقاومته الباسلة المستمرة منذ أكثر من 100 عام وحتى الآن، لا يدافع فقط عن وطنه فلسطين، ولا عن هويته وحقوقه الوطنية والسياسية والدينية والتاريخية، بل يقف أيضاً في الصف الأمامي من دفاعنا عن أمتنا العربية والإسلامية في مواجهة هذا المشروع الاستعماري التوسعي، وفي مواجهة أطماع الحركة الصهيونية التي تريد الهيمنة على المنطقة برمتها، ولن نسمح بذلك.

وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمته أمام البرلمان التركي: “إننا نعرف مكانة القدس في قلوب الشعب التركي كما نعرفها في قلوب مئات من أبناء أمتنا، فهي مهد ومسقط رأس السيد المسيح، وهي بالنسبة لكم وبالنسبة لنا خط أحمر، ولا أحد منا يتنازل عن ذرة تراب فلسطينية أو حجر واحد من القدس التي هي أمانة الدين والتاريخ”.

وأكد الرئيس الفلسطيني أن كل المؤامرات التي تستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني للمقدسات، والتي كان آخرها اقتحام وزراء في حكومة الاحتلال للمسجد الأقصى، لن تنجح أبدا، مشددا على أن المسجد الأقصى هو مسجد المسلمين والكنيسة كنيستنا.

وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس “يجري الحديث هذه الأيام عن سيناريوهات تعد هنا وهناك لما يسمى باليوم التالي للعدوان، ونحن نقولها بكل وضوح على مسمع الجميع: قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية وحدة جغرافية واحدة تشكل الدولة الفلسطينية المستقلة وفق الشرعية الدولية، والتي تحكمها حكومة شرعية واحدة”.

وشدد عباس على أنه دون تحقيق ذلك وتجسيد الدولة الفلسطينية والاعتراف بها فإن المنطقة لن تنعم بالأمن والاستقرار وستبقى في دوامة العنف والعنف المضاد، مؤكدا أن الطريق إلى السلام والأمن يبدأ في فلسطين وينتهي في فلسطين.

وأضاف: “وفي إطار مواجهتنا للعدو الإسرائيلي الهمجي المتواصل ضد شعبنا فإننا نحيي مواقف الشعوب والحركات في كل قارات العالم التي انتفضت في وجه الظلم والطغيان وصرخت عاليا منددة بقوات الاحتلال والدمار الإسرائيلية على ارتكاب جرائم الإبادة والتطهير العرقي والتمييز العنصري في أرضنا الفلسطينية المحتلة”.

وأوضح الرئيس الفلسطيني أن الإنسانية جمعاء تنتفض ضد العنصرية والتطرف والظلم والعدوان، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان الدولية لا يمكن أن تظل صامتة أمام ما يتعرض له أسيراتنا وأسيراتنا من تعذيب وتجويع وإهانة للكرامة، والمعاملة اللاإنسانية التي يتعرض لها الأسرى والأسيرات الشجعان في سجون الاحتلال الإسرائيلي الغاصب، داعيا الجميع إلى التحرك لوقف هذه الانتهاكات الصارخة ضد الأسرى والإفراج عنهم جميعا، حيث يوجد في إسرائيل أكثر من 10 آلاف أسير وأسيرة بلا ذنب.

أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، سعيه المتواصل لتحقيق الوحدة الوطنية، وهي أقصر الطرق لتحقيق النصر، مشيراً إلى أن الوحدة تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني هي صمام الأمان والطريق إلى الاستقلال، معرباً عن شكره للدول الشقيقة والصديقة التي تبذل الجهود لتحقيق هذا الهدف.

وعبر الرئيس الفلسطيني عن شكره لدولة تركيا على المساعدات الإغاثية والإنسانية التي قدمتها لقطاع غزة، بالإضافة إلى استقبالها للمرضى والجرحى، وعن شكره لكل الدول الشقيقة والصديقة التي أصرت ضمائرها الحية على دعم الحق الفلسطيني وأبناء الشعب الفلسطيني.

وقال عباس إن “الأكاذيب التي تبثها الحكومة الإسرائيلية لا يمكن أن يصدقها عاقل”، مشيرا إلى أن إسرائيل تتهرب من مسؤوليتها عن قتل المدنيين وتدمير البنية التحتية وتجويع سكان غزة وتعتبرها مجرد أكاذيب، وهو ما تدحضه الحقائق على الأرض وتقارير منظمات الأمم المتحدة وقرار محكمة العدل الدولية الذي طالب إسرائيل بوقف العدوان فورا والذي أودى بحياة 150 ألف شهيد وجريح ومفقود معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى تدمير أكثر من ثلثي قطاع غزة.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة الأميركية استخدمت حق النقض (الفيتو) ثلاث مرات في مجلس الأمن ضد مطالبة العالم بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مؤكداً أن أميركا هي الطاعون.

وأضاف عباس -خلال كلمته أمام البرلمان التركي- أن الاحتلال يحاول الآن فصل قطاع غزة عن منظمة التحرير الفلسطينية والضفة الغربية والقدس، مؤكداً أن دولة فلسطين لها الولاية على قطاع غزة والضفة الغربية وعاصمتها القدس، وأن الشعب الفلسطيني بكل مكوناته وأحزابه وفصائله لم ولن يقبل بوجود الاحتلال الإسرائيلي على شبر واحد من قطاع غزة أو الضفة الغربية أو القدس.

وأكد عباس أن أولويات القيادة الفلسطينية اليوم هي وقف العدوان الإسرائيلي بأي وسيلة ومهما كان الثمن، والانسحاب الفوري لجيش الاحتلال من أرض دولة فلسطين، وتسريع تقديم المساعدات الإنسانية، ومنع التهجير القسري خارج الوطن، وعودة المهجرين إلى ديارهم، ووقف الاستيطان وجرائم قوات الاحتلال ومستوطنيها في القدس والضفة الغربية، لأنه لا يوجد أغلى من دماء وأرواح ومصالح أبناء الشعب الفلسطيني في وطن تاريخي.

ودعا الرئيس الفلسطيني مجلس الأمن إلى تنفيذ قراراته بوقف إطلاق النار فورا، وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة دون تأخير، وتنفيذ توصيات محكمة العدل الدولية، مشيرا إلى أن مجلس الأمن اتخذ 80 قرارا بخصوص القضية الفلسطينية، ولم ينفذ قرارا واحدا منها حتى الآن، بسبب الضغوط الأميركية.

وفي هذا السياق أكد أن الأساليب الأمنية والعسكرية لن تنفع، وإنما الحلول السياسية المبنية على العدل والقانون الدولي والاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني هي السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار والأمن للجميع، مشيرا إلى أن محاولات إسرائيل اللعب على أوتار الحلول الجزئية لن تمر، فغزة كلها للشعب الفلسطيني كما هو الحال في الضفة الغربية والقدس، ولن نقبل تحت أي ظرف من الظروف بأي حلول تفصل أي شبر من الوطن عن آخر.

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

مصدر المعلومات والصور: youm7

 

زر الذهاب إلى الأعلى