7579HJ
أخبار عالمية

جوتيريش يطلق نداء استغاثة لإنقاذ العالم من تداعيات ارتفاع منسوب البحار

القاهرة: «رأي الأمة»

أصدر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش نداءً عالميًا للمساعدة محذرًا من ارتفاع مستويات سطح البحر بمعدلات لم نشهدها منذ 3000 عام، خلال جولته في المحيط الهادئ. وقال: “كانت التغييرات في المحيط الهادئ ملحوظة منذ زيارتي الأخيرة”. “في جميع أنحاء العالم، تتمتع البحار المرتفعة بقوة لا مثيل لها، مما يؤدي إلى إحداث فوضى في المدن الساحلية وتدمير الاقتصادات الساحلية”.

وأكد الأمين العام، بحسب مركز الأمم المتحدة للإعلام، أن سبب ارتفاع منسوب مياه البحار هو الغازات المسببة للاحتباس الحراري الناتجة إلى حد كبير عن حرق الوقود الأحفوري (مثل النفط والغاز). وأوضح الأمين العام هذه العلاقة بقوله إن البحار امتصت أكثر من 90% من الانحباس الحراري العالمي على مدى السنوات الخمسين الماضية، وأن المياه تتمدد عندما ترتفع حرارتها وتذوب الكتل والصفائح الجليدية في البحار، مما يزيد من حجمها.

أصدرت الأمم المتحدة ورقتين حول ارتفاع مستوى سطح البحر، الأولى من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية حول حالة المناخ في جنوب غرب المحيط الهادئ، والثانية تقرير من لجنة العمل المناخي التابعة للأمم المتحدة يلخص المعلومات العلمية حول “ارتفاع مستوى سطح البحر في عالم دافئ”.

وتؤكد ورقتا الأمم المتحدة أن مستويات سطح البحر النسبية في جنوب غرب المحيط الهادئ ارتفعت بأكثر من المتوسط ​​العالمي، وفي بعض المواقع، بأكثر من ضعف الزيادة الدولية على مدى السنوات الثلاثين الماضية.

وتشير الورقتان إلى أن متوسط ​​ارتفاع مستوى سطح البحر تضاعف منذ تسعينيات القرن العشرين. فقد ارتفع متوسط ​​مستوى سطح البحر العالمي بأكثر من عشرة سنتيمترات منذ عام 1993.

وفي هذا السياق، قال الأمين العام للأمم المتحدة إن الورقتين تظهران تسارع التغيرات التي تؤثر على المحيطات والآثار المدمرة الناجمة عن ذلك.

وأضاف أن “درجات حرارة البحر تسجل أرقاما قياسية شهرا بعد شهر، كما أصبحت موجات الحرارة البحرية أكثر شدة وأطول أمدا، حيث تضاعفت وتيرتها منذ عام 1980. كما تعمل مستويات سطح البحر المرتفعة على زيادة وتيرة وشدة العواصف والفيضانات الساحلية”.

وأضاف غوتيريش أن “هذه الفيضانات تدمر المجتمعات الساحلية، وتدمر مصائد الأسماك والمحاصيل، وتلوث المياه العذبة، وكل هذا يعرض جزر المحيط الهادئ لخطر جسيم”.

وحذر غوتيريش من أنه بدون خفض كبير في انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، فإن جزر المحيط الهادئ قد تشهد ارتفاعا إضافيا في مستوى سطح البحر بمقدار 15 سنتيمترا على الأقل بحلول منتصف القرن، وأكثر من 30 يوما في السنة من الفيضانات الساحلية في بعض المواقع.

وأشار الأمين العام إلى معلومات علمية تشير إلى أن ارتفاع درجات الحرارة بمقدار درجتين مئويتين قد يؤدي إلى فقدان كل الغطاء الجليدي في جرينلاند تقريبا ومعظم الغطاء الجليدي في غرب القارة القطبية الجنوبية.

وأوضح أن الأجيال القادمة محكوم عليها بارتفاع لا يمكن إيقافه في مستويات سطح البحر بما يصل إلى 20 متراً على مدى ألف عام، ولكن ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 3 درجات مئوية، وهو المسار الحالي الذي يسير عليه العالم، سوف يسرع ارتفاع مستوى سطح البحر على مدى قرون.

وأكد أن ارتفاع منسوب مياه البحار يؤثر على الجميع، مشيرا إلى عواقبه المدمرة على الصيد والسياحة والاقتصاد الأزرق. وقال إن نحو مليار شخص حول العالم يعيشون في المناطق الساحلية. وبدون إجراءات التكيف والحماية، فإن الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الفيضانات الساحلية قد تصل إلى تريليونات الدولارات.

وشدد غوتيريش على ضرورة تحرك زعماء العالم للحد بشكل كبير من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وقيادة عملية التخلص العاجل والعادل من الوقود الأحفوري، وتعزيز الاستثمارات في التكيف مع المناخ وحماية الناس من المخاطر الحالية والمستقبلية.

وشدد على ضرورة العمل على الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية، وعلى وفاء الحكومات بالوعود التي أعلنتها في مؤتمر المناخ الثامن والعشرين بتقديم خطط عمل مناخية وطنية بحلول العام المقبل.

وقال إن مجموعة العشرين، أكبر الدول المسببة للانبعاثات والأكثر قدرة ومسؤولية عن القيادة، يجب أن تأخذ زمام المبادرة، مضيفا أن الدول ينبغي أن تتفق في مؤتمر المناخ المقبل، المقرر عقده في وقت لاحق من هذا العام، على تعزيز التمويل المبتكر وتحديد هدف مالي جديد.

وشدد على ضرورة وفاء الدول المتقدمة بالتزاماتها المالية، بما في ذلك مضاعفة تمويل التكيف إلى ما لا يقل عن 40 مليار دولار بحلول عام 2025، والحاجة إلى تقديم مساهمات كبيرة لصندوق الخسائر والأضرار كخطوة نحو تحقيق العدالة المناخية لدعم البلدان الضعيفة.

وشدد الأمين العام أيضا على ضرورة حماية كل شخص على وجه الأرض من خلال أنظمة الإنذار المبكر بحلول عام 2027، وهو ما يتطلب بناء قدرات البلدان في مجال المعلومات لتحسين عملية اتخاذ القرار بشأن التكيف والتخطيط الساحلي.

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

مصدر المعلومات والصور: youm7

 

زر الذهاب إلى الأعلى