فاينانشيال تايمز: الاستجابة الدولية لوباء جدري القرود "مخيبة للآمال"

اعتبرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية أن الاستجابة الدولية لوباء جدري القرود كانت “مخيبة للآمال”، مؤكدة على ضرورة أن تقدم الدول ذات الدخل المرتفع المساعدة لأفريقيا للمساهمة في منع كارثة صحية إقليمية محتملة.

وذكرت الصحيفة في افتتاحيتها، الخميس، أنه مع تزايد وتيرة وباء جدري القرود في أفريقيا، أصبح لدى العالم فرصة أخرى لإظهار التزام جماعي بمعالجة أزمة صحية دولية.

ويتمثل التحدي في توفير التشخيصات واللقاحات والعلاجات الفعالة للمناطق ذات البنية التحتية الطبية الضعيفة، والقيام بذلك بشكل أسرع وأكثر كفاءة مما كان عليه الحال أثناء جائحة كوفيد-19.

وقالت الصحيفة إن الوباء بعد أن تراجع بشكل كبير العام الماضي، عاد للارتفاع هذا العام، مدفوعًا بسلالة فيروسية جديدة تسمى “كلايد 1ب”، والتي يبدو أنها تسبب أعراضًا أكثر شدة وأكثر قابلية للانتقال، خاصة بين الأطفال. وتم الإبلاغ عن ما يقرب من 4 آلاف حالة ونحو 80 حالة وفاة في الأسبوع الماضي، وفقًا للمراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها؛ وبذلك يرتفع إجمالي عدد الحالات المسجلة في التفشي الحالي إلى أكثر من 22 ألف حالة و600 حالة وفاة.

وأشارت إلى أنه مع استعداد العالم بشكل أفضل قليلاً مما كان عليه في عام 2022، أحيت منظمة الصحة العالمية إعلان الطوارئ وأطلقت هذا الأسبوع خطة استجابة استراتيجية، قالت إنها ستكلف 135 مليون دولار على مدى الأشهر الستة المقبلة، بالإضافة إلى 100 مليون دولار إلى 150 مليون دولار لشراء مليوني جرعة من اللقاح.

وأكدت أن المانحين من القطاعين العام والخاص والمؤسسات الخيرية يجب أن لا يترددوا في تقديم الأموال اللازمة لتنفيذ هذا البرنامج المعد جيداً.

وأوضحت الصحيفة أنه بالإضافة إلى المساعدة المادية في شكل التشخيص والأدوية واللقاحات، هناك حاجة إلى جهد علمي عالمي للتحقيق في علم الأوبئة وطرق انتقال المرض وأعراضه والتطور الجيني له، ويجب إنشاء أنظمة مراقبة قوية، وخاصة في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى حيث يتوطن الفيروس بين الحيوانات البرية ويتم الخلط بين الأعراض أحيانًا والعدوى الأخرى التي تسبب الحمى والآفات الجلدية مثل جدري الماء، لذلك يحتاج العاملون الصحيون إلى الوصول إلى مرافق التشخيص حيث يمكن اختبار العينات بسرعة.

وأشارت صحيفة “فاينانشيال تايمز” إلى أنه لا يوجد دواء مضاد للفيروسات يعمل بشكل جيد ضد جدري القرود، ولكن اللقاحات التي تم تطويرها في الأصل ضد الجدري، وهو فيروس وثيق الصلة، يمكن أن تمنع العدوى.

كان إمداد هذه اللقاحات، التي تصنعها شركة Bavarian Nordic الدنماركية وشركة KM Biologics اليابانية، بطيئًا للغاية في الوصول إلى أفريقيا حتى الآن، بسبب العقبات التنظيمية والإدارية بالإضافة إلى نقص التمويل، على الرغم من أن الدول الغنية بدأت أخيرًا في التعهد بتوفير جرعات من مخزوناتها.

وفي افتتاحيتها، قالت الصحيفة إنه من غير المرجح أن يتحور الجدري إلى شكل يمكن أن يسبب جائحة عالمية على نطاق كوفيد أو الإيدز، رغم أن هذا ليس مستبعدًا تمامًا. لكن يجب على البلدان ذات الدخل المرتفع أن تكثف جهودها لمساعدة البلدان ذات الموارد الصحية الأقل في منع ما يهدد بالتحول إلى كارثة إقليمية.

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .