منظمات إنسانية: أزمة الجوع فى السودان تصل إلى مستويات غير مسبوقة
دعت المنظمات الإنسانية العاملة في السودان، في بيان مشترك اليوم الثلاثاء، المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة أزمة الجوع المتفاقمة في السودان، والتي وصلت إلى مستويات تاريخية غير مسبوقة.
وقال البيان المشترك الذي ضم الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين يان إيجلاند والأمين العام للمجلس الدنماركي للاجئين شارلوت سلينتي والمديرة التنفيذية لمنظمة ميرسي كور تيخادا دي أوين ماكينا: “لا يمكننا أن نكون أكثر وضوحًا: السودان يشهد أزمة جوع تاريخية. ومع ذلك يسود الصمت. يموت الناس من الجوع كل يوم، ومع ذلك يظل التركيز على الخطابة والتعريفات القانونية”.
وأضاف البيان “لقد ضاعت كل الفرص لتجنب أسوأ آثار هذه الأزمة، والآن يواجه شعب السودان أزمة لم يشهدها منذ عقود. ومع اقتراب ذروة موسم الجفاف، تتزايد الوفيات والمعاناة في جميع أنحاء البلاد. ويموت الأطفال من الجوع”.
وقال البيان إن أكثر من 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف السكان، يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد. ولشهور، اضطرت العديد من الأسر إلى تناول وجبة واحدة فقط في اليوم، واضطرت إلى أكل أوراق الشجر أو الحشرات، مضيفًا أن شعب السودان أظهر قدرة هائلة على الصمود والقوة على مدى الأشهر السبعة عشر الماضية، لكن الآن ليس لديهم مكان آخر يلجأون إليه.
وأشار البيان إلى أن الاهتمام الدولي والإجراءات المتخذة غير كافية ومتأخرة، مشيرا إلى أن خطة الاستجابة الإنسانية تم تمويلها بنسبة 41% فقط، ومعظم هذا التمويل وصل متأخرا للغاية لمنع الوفيات الناجمة عن الجوع.
وحث البيان على ممارسة الضغوط لضمان تدفق المساعدات الإنسانية ووصولها إلى من هم في أمس الحاجة إليها، وإلا فإنهم سيدفعون الثمن بأرواحهم.
وأضاف البيان “أفادت فرقنا في السودان بخسائر بشرية كبيرة نتيجة للعنف الشديد الذي اجتاح البلاد، ومن المرجح الآن أن يتجاوز المجاعة هذا العدد من القتلى حيث أثر الصراع بشدة على إنتاج الغذاء، مما أدى إلى تدمير قطاعي الزراعة والثروة الحيوانية. كما شهد العمال الاستخدام الواسع النطاق للغذاء كأداة حرب في المناطق التي تسيطر عليها الأطراف المتصارعة”.
وخلال شهر يونيو/حزيران وحده، لم يتمكن ما يقدر بنحو 1.78 مليون شخص من الوصول إلى المساعدات الإنسانية الحيوية بسبب القيود اللوجستية والرفض التعسفي والعقبات البيروقراطية، حسب البيان.
وأضاف البيان “حتى في الأماكن التي تصلنا فيها المساعدات، فهي بكميات محدودة للغاية لدرجة أن الحصص الفردية الهزيلة يتم توزيعها بين مجموعات من الناس. وفي بعض الأماكن، تلقت أسر مكونة من عشرة أفراد كيلوغرامين من الدخن تكفيهم لمدة شهر كامل – وهو ما لا يكفي حتى لثلاثة أيام. وهذا هو الحال بالنسبة للعديد من الناس في المناطق المحظوظة حيث تصل إلينا بعض المساعدات”.
وأكد البيان أن مستوى المعاناة التي يعيشها الشعب السوداني في الأشهر الأخيرة لا يمكن التعبير عنها بالكلمات وحدها، محذرا من أن “هذا الصمود والتحمل سيكونان بلا جدوى إذا استمر تجاهل الوضع. يجب أن تنتهي اللامبالاة”.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: youm7