افتتاح العرض الجديد للوحات الخشبية لمصطبة حسي- رع بالمتحف المصرى بالتحرير
• عرض اللوحات الخشبية الكاملة لأول مرة منذ اكتشافها خلال القرن التاسع عشر
• دراسة إمكانية إعادة إحياء نظام التهوية المركزية الأصلي بالمتحف المصري بالتحرير
تحت رعاية شريف فتحي وزير السياحة والآثار، شهد المتحف المصري بالتحرير، افتتاح العرض الجديد للألواح الخشبية من مصطبة حسي رع، والتي تعتبر من أهم المجموعات الخشبية في مصر القديمة، بعد الانتهاء من دراسته وترميمه بالتعاون مع المعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة.
افتتح المعرض الجديد الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والسفير إريك شوفالييه سفير فرنسا بالقاهرة، يرافقه يمني البحر نائب وزير السياحة والآثار الدكتور بيير تالتيه. ومدير المعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة، ومؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار، والدكتور علي عبد الحليم. مدير عام المتحف المصري، بحضور الدكتور زاهي حواس عالم المصريات ووزير الآثار الأسبق، والدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار الأسبق، وعدد من سفراء الدول الأجنبية بالقاهرة، ومديري المعاهد الأثرية الأجنبية بالقاهرة، لفيف من أساتذة الجامعات، وعدد من قيادات المجلس الأعلى للآثار.
ويوفر العرض الجديد للألواح محاكاة سياقية كاملة لمظهرها داخل المصطبة بحسب منشورها العلمي. تم بناء ممر طبق الأصل من الممر الغربي لمصطبة حسي رع في سقارة، وتم عمل كوات يحتوي كل منها على ألواح خشبية حقيقية. كما تم عمل محاكاة للجدار الشرقي للمصطبة وتزيينه بالنقوش. على غرار ما كانت عليه المصطبة الأصلية.
وخلال كلمته خلال حفل الافتتاح رحب الدكتور محمد إسماعيل خالد بالحضور وأعرب عن سعادته بافتتاح العرض الجديد للألواح الخشبية لمصطبة حسي رع والتي يتم عرضها بالكامل لأول مرة في عام المتحف المصري بالتحرير منذ اكتشافها بمقبرته خلال القرن التاسع عشر، مشيدا بالتعاون المثمر والبناء بين المجلس الأعلى للآثار. والمعهد الفرنسي للآثار الشرقية في مجال العمل الأثري الذي يمتد لسنوات عديدة.
وشدد أمين عام المجلس الأعلى للآثار، خلال كلمته، على أن إعادة عرض لوحات هيسي رع الخشبية هي رسالة للعالم أجمع بأن المتحف المصري بالتحرير مستمر في مهمته، ولم يتأثر الإعلان عن الافتتاح التجريبي للمتحف المصري الكبير. بل سيظل المتحف المصري بالتحرير أيقونة المتاحف ومقصد الزوار. ويقصده العلماء من مختلف دول العالم، وهو من أقدم المتاحف في العالم وأول متحف بني ليكون متحفاً للآثار. ومن المقرر أن يعمل تطوير سيناريو العرض الخاص به، والذي يقوم به المجلس الأعلى للآثار حاليًا، على إعادة اكتشاف الكنوز المعروضة بالمتحف من خلال سيناريوهات عرض جديدة تبرز جمالها.
وأشار إلى أن كافة القطع الأثرية التي سيتم اكتشافها خلال أعمال التنقيب الأثرية ستأتي إلى المتحف المصري بالتحرير كعادتها لترميمها وعرضها ضمن سيناريو العرض المتحفي الذي سيجذب الزوار بشكل دائم.
كما أعلن أن المجلس الأعلى للآثار سيقوم بإجراء الدراسات اللازمة حول إمكانية إعادة إحياء نظام التهوية المركزية الأصلي للمتحف، والذي تم إنشاؤه أثناء إنشاء المتحف عام 1897م لتهوية قاعاته ذاتياً. بالإضافة إلى ذلك، سيتم اختيار قطعة أثرية من مجموعة المتحف لتكون رمزًا للمتحف.
وخلال حفل الافتتاح، أشاد السفير الفرنسي في كلمته بالتعاون المثمر والبناء بين الجانبين المصري والفرنسي، ووصف هذا المشروع بالاستثنائي. كما وجه الشكر لفريق العمل من الأثريين والمرممين المصريين الفرنسيين على الجهد الكبير الذي بذلوه لإنجاز هذا المشروع على أكمل وجه، مؤكدا حرص السفارة الفرنسية. والمعهد الفرنسي للآثار الشرقية على مواصلة التعاون وتحقيق المزيد من النجاحات المشتركة.
كما استعرض مؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار، خطوات العمل بالمشروع والدراسات التي تمت على اللوحات الخشبية قبل البدء في ترميمها، وكذلك المشكلات التي واجهها المشروع، ولعل أهمها مشكلة العرض المتحفي حتى توصل فريق المشروع إلى محاكاة لما تبدو عليه اللوحات الموجودة على مصطبة حس رع. .
كما أعرب عن سعادته بالتعاون بين الجانبين المصري والفرنسي في هذا المشروع وما تم من خلاله من تبادل معرفي، متمنيا أن يستمر بما يسهم في إثراء العمل الأثري خاصة في ظل توفر خبرات متميزة. مراكز الترميم بالمتاحف المصرية وكفاءة العنصر البشري.
استعرض د. وأكد عبد الحليم مدير المتحف المصري بالتحرير، على أهمية لوحات هيسي رع الخشبية. كما قدم لمحة تاريخية عن حسي رع وتاريخ اكتشاف مصطبته في سقارة، لافتا إلى أن هذا المشروع هو حلقة ضمن سلسلة مشاريع كثيرة لتطوير العرض المتحفي للمتحف المصري بالتحرير، بما في ذلك مساعدة تشكيل مستقبل المتحف.
– مشروع ترميم اللوحات الخشبية بحاسي رع :
بدأ مشروع “اللوحات الخشبية لمصطبة حسي رع: آفاق جديدة للدراسة والترميم وإعادة العرض بالمتحف المصري بالقاهرة” عام 2021، بالتعاون بين المتحف المصري بالتحرير والمعهد الفرنسي للآثار الشرقية في القاهرة.
وضم فريق عمل المشروع 25 خبيراً من مختلف التخصصات في مجال الترميم وإدارة المجموعات المتحفية والمعارض والتصنيف النوعي للخشب وكيمياء الخشب القديم والتصوير العلمي والتوثيق والهندسة المعمارية وتقنيات العرض والإضاءة المتحفية، مما ساهم في النتيجة. لهذا المشروع بالشكل الأمثل الذي يتناسب مع أهمية هذه اللوحات. .
بدأ المشروع بدراسة أثرية شاملة للوحات، حيث تبين أن اللوحات مصنوعة من خشب السنط النيلي، على عكس ما كان يُعتقد سابقاً أنه مصنوع من خشب الأرز اللبناني. ساعدت التحليلات العرقية للأصباغ الحمراء الموجودة على اللوحات، إلى جانب الدراسات الميكانيكية والميكروبيولوجية، على فهم احتياجات الترميم. .
– اكتشاف مقبرة حسي رع واللوحات الخشبية بداخلها:
مقبرة هيسي رع تحتوي على لوحات خشبية، اكتشفها العالمان جاك دي مورجان وأوغست مارييت عام 1861 في مقبرة شمال سقارة. وفي عام 1868 تم نقل هذه اللوحات إلى متحف بولاق حيث تم عرضها هناك ثم نقلت إلى قصر إسماعيل. باشا بالجيزة، وفي عام 1902 عُرضت اللوحات في المعرض رقم 46 بالدور الأرضي بالمتحف المصري بالتحرير.
وبين الأعوام 1911-1912، أعاد العالم جيمس إدوارد كوبل التنقيب في مصطبة هيسي رع، حيث تمكن من العثور على لوحة أخرى لم يتم عرضها من قبل، حتى تم عرضها اليوم إلى جانب الألواح المكتشفة سابقاً بالكامل لأول مرة.
تعد لوحات هيسي رع نسخة فريدة من نوعها وتمثل قيمة أثرية ليس فقط لعلماء الآثار المصريين ولكن أيضًا لأطباء الأسنان، حيث حمل صاحبها هيسي رع (الأسرة الثالثة) العديد من الألقاب، بما في ذلك لقب كبير أطباء الأسنان، وكانوا تعكس أيضًا أهمية شخصية هيسي رع البارزة.
ويظهر هيسي رع في كل لوحة من لوحاته بشكله المميز، في وضعية بين الوقوف والجلوس على كرسي أنيق أمام مائدة القرابين ذات الأرغفة، وهو أقدم مثال لقوائم القرابين، وفي جميع الأحوال كان يمسك وفي يده العصا والصولجان مما يدل على أنه موظف، أو أدوات الكتابة التي يحملها أحياناً. ويتكون على كتفه من لوح كتابة بفتحتين مخصصتين للأسود والأحمر، ووعاء يحتوي على الأصباغ المستخدمة في الكتابة، بالإضافة إلى أقلام أو فرش كانت مصنوعة من القصب. كما يتميز في تصويره بشاربه الأنيق وشعره المنسدل تارة والمجعد تارة أخرى.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: youm7