7579HJ
مصر

فى ذكرى رحيله.. تعرف على شيخ الأزهر الأسبق العارف بالله عبد الحليم محمود

القاهرة: «رأي الأمة»

تحل اليوم الذكرى السادسة والأربعون لوفاة العارف بالله شيخ الأزهر الراحل الشيخ عبد الحليم محمود، الذي وافته المنية في 17 أكتوبر 1978. ولد الفقيد في 2 جمادى الأولى 1328. الموافق 12 مايو 1910 م، بعزبة أبو أحمد، قرية السلام، مركز بلبيس، محافظة الشرقية. نشأ في أسرة نبيلة عرفت بالصلاح والتقوى. وكان والده ممن درسوا في الأزهر، لكنه لم يكمل دراسته هناك.

حفظ القرآن الكريم، ثم التحق بالأزهر عام 1923م. حصل على شهادته الدولية عام 1351هـ/1932م، ثم سافر إلى فرنسا على نفقته الخاصة لإكمال تعليمه العالي، حيث حصل على الدكتوراه في الفلسفة الإسلامية من الحارث المحاسبي عام 1359هـ/1940م. وبعد عودته عمل مدرساً لعلم النفس بكلية اللغة العربية بكليات الأزهر، ثم عميداً لكلية أصول الدين سنة 1384هـ/1964م، وعضواً ثم أميناً عاماً للجامعة. مجمع البحوث الإسلامية. قام بالترويج لها وإعادة تنظيمها. عين وكيلاً للأزهر سنة 1390هـ/1970م ووزيراً للأوقاف وشؤون الأزهر.

تولى الشيخ عبد الحليم محمود رئاسة الأزهر في ظروف بالغة الأهمية، بعد مرور أكثر من 10 سنوات على صدور قانون الأزهر سنة 1381هـ/1961م. وأكثر الناس تفاؤلاً لم يتوقعوا أن يحقق الشيخ عبد الحليم محمود النجاح الذي حققه في إدارة الأزهر، فيتعافى. وللمشيخة هيبتها ومكانتها، وتوسع في إنشاء المعاهد الأزهرية بشكل غير مسبوق، وتعطي للأزهر رأيا وبيانا في كل موقف وقضية، كما ساعده على ذلك صفاء النفس. وروح ثاقبة، وإحساس بالمسؤولية الملقاة على عاتقه، وثقة عالية بالله، مما جعله يتغلب على العقبات ويتغلب على الصعوبات.

وللشيخ أكثر من 60 كتابا في التصوف والفلسفة، بعضها باللغة الفرنسية. ومن أشهر كتبه: «أوروبا والإسلام»، و«التوحيد الخالص»، و«الإسلام والعقل»، و«أسرار العبادة في الإسلام»، و«التفكير الفلسفي في الإسلام»، و«التفكير الفلسفي في الإسلام». “القرآن والنبي”، و”المذهب الشاذلي المحدث وإمامه أبو الحسن الشاذلي”.

وصدر قرار تعيين الشيخ عبد الحليم محمود شيخا للأزهر في 22 صفر 1393هـ / 27 مارس 1973م. وكان هذا هو الموقف الطبيعي الذي أعده له القدر، ولم يكد الشيخ يمارس أعباء منصبه ويمارس دوره على أكمل وجه حتى صدر قرار جديد من رئيس الجمهورية بشأن جمادى الآخرة. 17. 1394هـ == 7 يوليو 1974م كاد شيخ الأزهر أن يُجرد من باقي صلاحياته ومنحها لوزير الأوقاف. ولم يكن أمام الشيخ إلا تقديم استقالته فورًا إلى رئيس الجمهورية، معتبرًا أن هذا القرار يستهين بمنصبه المشرف، ويعوقه عن أداء رسالته الروحية في مصر والعالم العربي. والاسلامية .

أعاد الإمام النظر في أمر استقالته، وتدخل الحكماء لإثنائه عن قراره، لكن الشيخ أصر على استقالته، وامتنع عن الذهاب إلى مكتبه، ورفض أخذ راتبه، وطلب تسوية معاشه . وأحدثت هذه الاستقالة ضجة كبيرة في مصر وبقية العالم الإسلامي، ورفع أحد المحامين دعوى قضائية ضده. أمام المحكمة الإدارية بمجلس الدولة ضد رئيس الجمهورية ووزير الأوقاف طلب وقف تنفيذ قرار رئيس الجمهورية.

وأمام هذا الوضع الملتهب اضطر أنور السادات إلى إعادة النظر في قراره ودراسة المشكلة من جديد، فأصدر قرارا أعاد فيه الأمر إلى نصابه، وجاء فيه: شيخ الأزهر هو الإمام الأكبر ومن له الرأي في كل ما يتعلق بالشؤون الدينية والعاملين بالقرآن والعلوم الإسلامية، وله القيادة والتوجيه في كل ما يتعلق بالدراسات الإسلامية والعربية بالأزهر، وشمل القرار أن الشيخ ويعامل الأزهر معاملة الوزير من حيث الراتب والمعاشات، وتكون درجته متقدمة على الوزراء مباشرة. وانتهت الأزمة وعاد الشيخ إلى منصبه ليواصل نضاله. ومن الجدير بالذكر أن قراراً جمهورياً صدر بعد وفاة الشيخ بمساواة المنصب. شيخ الأزهر رئيسا لمجلس الوزراء.

كانت حياة الشيخ عبد الحليم محمود جهاداً متواصلاً وإحساساً بالمسؤولية حمله على عاتقه. ولم يعتمد على اللقب الكبير الذي كان يحمله، أو مجد المنصب الذي كان يشغله. انتقل إلى كل مكان كان يأمل فيه أن يخدم الإسلام والمسلمين، وكان الناس يشعرون فيه بقوة الإيمان وصدق النفس. وقد قوبل باجتماع الملوك والرؤساء، بل وأكثر من ذلك؛ فالجموع التي هرعت لاستقباله في الهند وباكستان وماليزيا وإيران والمغرب وغيرها كانت محبة وطوعاً، وليست خارجة عن السوق والتعبئة والإرهاب.

وفي ظل هذا النشاط المكثف والرحلات المتلاحقة لتفقد المسلمين، شعر بألم شديد بعد عودته من الأراضي المقدسة، فأجري له عملية جراحية، لقي الله على إثرها صباح يوم الثلاثاء الموافق (15 ذي القعدة). 1397هـ / 17 أكتوبر 1978م)، ترك ذكرى طيبة ومثالاً لما ينبغي أن يكون عليه شيخ الأزهر. .

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

مصدر المعلومات والصور: youm7

 

زر الذهاب إلى الأعلى