7579HJ
مصر

"لا يسخر قوم من قوم".. تعظيم حرمة الإنسان وعدم التنمر موضوع خطبة الجمعة

القاهرة: «رأي الأمة»

يؤدي أئمة المساجد اليوم خطبة الجمعة بعنوان “لا يسخر قوم من قوم” وهو الموضوع الذي حددته وزارة الأوقاف في وقت سابق، مشددين على الأئمة ضرورة الالتزام بموضوع الخطبة نصا أو مضمونا على أقل تقدير، وأن لا تزيد مدة الخطبة عن 15 دقيقة، على أن تكون ما بين العشرة وخمس عشرة دقيقة كحد أقصى للخطبتين الأولى والثانية معاً، مع التأكيد على أن البلاغة هي الإيجاز، وعلى أن ينهي الخطيب خطبته بينما وشوق الناس إلى المزيد خير من أن يكون طويلا ومملا، ويتسع المجال في الدروس والندوات والمنتديات الفكرية.

حددت وزارة الأوقاف المصرية موضوع خطبة الجمعة القادمة 18 أكتوبر 2024م، بعنوان: “لا يسخر قوم من قوم”.

وقالت وزارة الأوقاف إن الهدف الذي أريد إيصاله لجمهور المسجد من خلال هذه الخطبة هو إبراز كرامة الإنسان وعدم التنمر عليه والتسلط عليه وإيذائه وانتقاده بعيب فيه، أو الاستهزاء به بالقول أو الفعل أو الإشارة سواء كان ذلك في الواقع. بين الناس أو في العالم الافتراضي (وسائل التواصل الاجتماعي).

وأضافت وزارة الأوقاف أن عناصر الخطبة تهدف إلى إظهار احترام حرمات الإنسان، والتحذير من التنمر والسخرية، وخطورة التنمر والسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفيما يلي نص خطبة الجمعة:
*لا يسخر قوم من غيرهم*
والحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد كما تقول، ولك الحمد أفضل مما نقول. سبحانك لا نحصي حمدك . أنت كما أثنيت على نفسك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إلهاً واحداً صمداً، وأشهد أن سيدنا محمد عبده. ورسوله أرسله الله تعالى رحمة للعالمين، وخاتما للأنبياء والمرسلين. وصلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
الإنسان هو بناء الله وخلقه. خلقه سبحانه بيده، وأكرمه وقدره، وفضله على كثير ممن خلق، وأرسل له الرسل، وأنزل الكتب ليهديه، ومن أجله جعل الدنيا والآخرة، وسخر له ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه.

أيها السادة، هذا المخلوق المكرَّم من كرامة الله سبحانه محفوظ من أن يُخدش أو يُجرح أو تُحط من قيمته. ولهذا حرم الله تعالى كل أشكال السخرية والتنمر والاستهزاء بالإنسان، وحرم كل أشكال القدح والقذف والازدراء. قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْتَهْزِئَ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ، وَلاَ يَسْتَهْزِئَ أَحَدٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَن يَكُونَ خَيْرًا مِنْهُمْ، وَلاَ تَمَسُّوا أَنْفَ أَحَدٍ سُكُومًا وَلاَ تَدْعُوا}. بعضهم البعض بالألقاب. فساء الاسم الفسق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون.

فهل رأيتم أيها الكرام هذه النهيات المتواصلة والمتتالية مكتوبة في النزل الكريم في كل ما من شأنه أن ينال من شرف الإنسان وعظمته؟ كان محتقرا؟! “لا تسخر ولا تضغط ولا تستخدم الألقاب.” فانظر إلى هذه النتيجة التي تكسر القلوب! {بئس الاسم الفسق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون}.
السادة المحترمون! وإنها لحرمة الإنسان تعادل حرمة يوم عرفة، وحرمة شهر ذي الحجة، وحرمة مكة! استمع لهذا القول النبوي الشديد: “إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام. كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا».

كيف يمكن لأحد أن يجرؤ على احتقار شخص يحترمه الله؟ وكيف يجرؤ على الاستهانة بمن أكرمه الله؟! هو الشخص المتنمر الذي يسخر من مظهره أو لونه أو طوله أو وزنه أو جنسه أو لغته أو حالته الاجتماعية سواء كان ذلك من خلال كلمة بذيئة أو فعل جارح أو لفتة مسيئة أو صورة ساخرة أو محتوى مسيء ومسيء على مواقع التواصل الاجتماعي. المواقع الإعلامية مكاني الذي يكون فيه ذنب التنمر أشد؛ إنها خطيئة مكونة من التنمر والسخرية والغيبة واحتقار الناس والاستهزاء بهم، وكلها فوق بعضها البعض!

السخرية تفرق القلوب، وتخز القلوب، وتدل على انتكاسة الفطرة وقلة الحياء. يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: “”إن يحقر الرجل السوء أخاه المسلم”، ويقول ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: “وقالوا”” ويا ويلنا ما بال هذا الكتاب؟ ولا يترك شيئاً صغيراً ولا كبيراً إلا وتتبعه.

أخي الكريم! ألا تعلم أن هذا الشخص الذي تعرض للسخرية والتنمر قد يكون أحب إلى الله وأنبل عند الناس؟! فهو أنقى ضمير، وأطيب قلب، وأحسن أفعاله. مر رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لرجل معه: ما رأيك فيه؟ “الذي – التي؟” قال: رجل من أكرم الناس. والله إنه حر إذا خطب وإذا شفع تشفع. قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم مر رجل آخر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما رأيك في هذا؟» » فقال: يا رسول الله، هذا رجل من فقراء المسلمين. فإن خطب لم يتزوج، وإذا شفع لم يؤذن له، وإذا تكلم لم يسمع قوله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال: «هذا خير من ملء الأرض هكذا». .

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، وعلى آله وصحبه أجمعين، بعد:
أيها الناس! لا ينبغي لأي شخص أن يسخر من الآخرين. الإنسان الطبيعي الذي يحترم نفسه ويعرف قيمته، لا يريد أن يحتقره أحد أو يسخر منه ويستأسد عليه، فكيف يقبل ذلك على غيره؟! وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».
المؤمن الحي الكريم لا يستهزئ بأحد، ولا يتنمر على أحد، ولا يحتقر أحداً. ولأنه يعلم أن الناس كلهم ​​من آدم، وآدم من تراب، أيقن أن أكرم الناس عند الله أتقاهم، وأن التقي متواضع متواضع حي يحفظ لسانه ويحفظ لسانه. قلبه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم قلبه». حتى يستقيم لسانه.

اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق، لا يهدينا لأحسنها إلا أنت.. واصرف عنا سيئها، لا يحول عنا سيئها إلا أنت.

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

مصدر المعلومات والصور: youm7

 

زر الذهاب إلى الأعلى