استشاري المناخ بالأمم المتحدة: الكوارث نتيجة التغيرات المناخية تتسارع وتزداد حدتها

قال الدكتور سمير طنطاوي مستشار تغير المناخ بالأمم المتحدة وعضو اللجنة الدولية للتغير المناخي، إن العالم ينتظر الجديد من مؤتمر COP29 الحالي، حيث أن هناك موضوعات مهمة قيد التفاوض على جدول أعمال المؤتمر .

وأضاف، خلال مداخلة هاتفية في برنامج “كل الزاوية”، مع الإعلامية سارة حازم طه، المذاع على قناة “أون”، أن التمويل يأتي في مقدمة هذه القضايا، لأن السلبيات المرتبطة به تضرب في كل مكان، دون التمييز بين الدول، مشيراً إلى أنه تأجيل بعض الملفات إلى الدورة المقبلة، وهو ما يعكس أن موضوع التمويل موضوع سنوي يتكرر، بينما المسؤولية الكبرى تبقى على عاتق الدول المتقدمة، وهذه النقطة هي ذاتها التي تتم مناقشتها كل عام.

وأكد أن أسوأ ما في الأمر هو أن الكوارث الناجمة عن تغير المناخ تتسارع وتزداد حدتها، مما يزيد الوضع تعقيدا، موضحا أن المواضيع التي تناقش في هذه المؤتمرات ليست سهلة، فهي عبارة عن عملية تفاوض بين الطرفين، إذ تطالب الدول النامية بحقوقها، وأهم هذه الحقوق هي موضوع التمويل.

وأوضح أن مسألة التمويل أساسية منذ عام 2009، حيث تطالب الدول النامية بهدف كمي واضح، مع ضرورة تحديد الأرقام والمصادر، وعدم الاعتماد على القطاع الخاص، مؤكدا أن التمويل هو مفتاح النجاح في العمل المناخي. سواء في تدابير خفض الانبعاثات أو في تدابير التكيف مع التأثيرات. سلبية.

وأشار إلى أن بعض الدول تعاني بشكل كبير، حيث أن اقتصاداتها ضعيفة وهشة، وتأثيرات تغير المناخ تزيد من الآلام الاقتصادية لهذه الدول، كما أن التغيرات في سلاسل التوريد تزيد الأمور تعقيدا.
وأشار طنطاوي إلى أن العالم يسير حاليا في الطريق الخاطئ، على عكس ما تم الاتفاق عليه في اتفاق باريس للمناخ عام 2015.

وأكد أن الانتخابات الأميركية الأخيرة جاءت لترسيخ المخاوف، مشددا على أن تخلي الرئيس المنتخب دونالد ترامب عن اتفاق المناخ سيكون مؤشرا سلبيا للغاية على التعامل مع قضية المناخ.

وأشار إلى أن الدورة الحالية لمؤتمر الأطراف 29 تشهد غياب القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية ورئيس المفوضية الأوروبية ورئيس فرنسا وقادة الدول الصناعية المتقدمة الذين كان من المفترض أن يكونوا داعمين. لاتفاق باريس عام 2015، موضحا أن العمل المناخي يتعرض حاليا لضغوط شديدة نتيجة لهذه التطورات. وهذه رسالة مهمة، تدعونا إلى اتخاذ خطوات جدية في المستقبل فيما يتعلق بمسألة التغير المناخي.