الأمين العام لمجلس الإمارات للإفتاء الشرعي: الفتوى ضرورة لتحقيق الأمن الفكري
الدكتورة ماريا الهطالي الأمين العام لمجلس الإمارات للفتوى الشرعية، خلال كلمتها في الجلسة الافتتاحية للندوة العالمية الأولى لدار الإفتاء المصرية، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي بمناسبة اليوم العالمي وشدد يوم الإفتاء على أهمية دور الفتوى في تحقيق الأمن الفكري في المجتمعات، لافتا إلى التحديات المعاصرة التي تتطلب وعيا فتويا عاليا.
وبدأت الدكتورة ماريا الهطالي كلمتها بالإعراب عن سعادتها بالمشاركة في هذا الحدث الهام، حيث قالت: “إنه لمن دواعي سروري ويسرني أن نلتقي بكم في هذا الصرح الإسلامي العريق: زهر المجد، نور الفكر وبهاء العلم، وبهاء الحكمة، ومصنع العلماء حيث جئتك». أحمل إليكم أجمل التحيات وأطيب الكلمات وأصدقها من بلدكم الثاني دولة الإمارات العربية المتحدة. وأعربت عن شكرها للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم على جهودهم في تنظيم هذه الندوة تحت رعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، متمنية لمصر دوام الأمن والاستقرار والتقدم.
وفي سياق حديثها عن موضوع «الفتوى وتحقيق الأمن الفكري»، أكدت الأمين العام لمجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن هذا العصر يشهد تحديات كبيرة تتطلب منا جميعا التصدي لها. وقالت: «الحديث عن «الفتوى وتحقيق الأمن الفكري» الذي أحسنت الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم اختياره -زماناً ومكاناً وموضوعاً وتنظيماً- غني عن القول، كما هذا العصر الذي إننا نعيش معرضين لتحديات كبيرة حالية ومستقبلية”.
وأشارت إلى أن الأجيال الحالية تواجه مخاطر متعددة، أبرزها تأثير العوالم المفتوحة ووسائل التواصل الاجتماعي، مما أدى إلى ظهور ظواهر مثل: “الفتاوى الافتراضية”، و”سيولة الفتوى”، و”صراع الفتاوى”.
وأضافت الدكتورة ماريا الهطالي: “بوجود هذه الظواهر كادت الفتوى الشرعية أن تفقد هويتها الوطنية وجوهر تقاليدها وواقعها الحقيقي ووسطها الثقافي والاجتماعي، وأصبحت أداة وأداة لل وتدمير الأوطان والقيم والأخلاق، بعد أن كانت أداة رئيسية في بناء وتحقيق الأمن الفكري والعدالة والاستقرار والسعادة في المجتمعات. وشددت على ضرورة بناء “الوعي بالفتوى” كضرورة ملحة، قائلة: “إن بناء “الوعي بالفتوى” وجعل الفتوى تلعب دورها في تحقيق الأمن الفكري هو ضرورة هذا العصر”.
وأوضح الأمين العام لمجلس الإمارات للفتوى الشرعية، أن عصر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي يتطلب منا أن نفهم طبيعة الأسئلة التي تطرحها الأجيال الجديدة، وعدم الاكتفاء بتحليل سطحي لهذه التحديات. وشددت على أن مواجهة هذه التحديات ليست خيارا بل واجب وطني وديني. وأشارت إلى أهمية تقديم إجابات شافية لهذه الأسئلة، وإلا فإن الفراغ الفكري سيسمح للجماعات المتطرفة باستغلال هذه الحاجة لنشر أفكارها السامة.
وقالت: «لا أجد تعبيراً أقوى عن خطورة هذا البلاء من الحكمة التي سمعتها من والدي سمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي: «إن البطون إذا جاعت أكلت الميتة». وكذلك العقول عندما تجوع تأكل الأفكار الفاسدة.”
وفي سياق الحديث عن الأمن الفكري، أكد الدكتور الهطالي أن هذا الأمن يقوم على خمس مرتكزات أساسية هي: العدل، والتعليم، والإعلام، والانتماء للوطن، وتوعية المجتمع وقيمه الأخلاقية، فالفتوى هي عقيدة. جزء أساسي في تشكيل هذا الوعي. وقالت: «لا شك أن الفتوى الشرعية جزء أساسي من تشكيل الوعي المجتمعي، والحفاظ على قيمه، وحماية أخلاقه، وضمان استقراره وازدهاره».
واستعرضت تجربة دولة الإمارات الشقيقة في مجال الفتوى، منوهة بدور مجلس الإمارات للإفتاء برئاسة معالي الشيخ عبدالله بن بيه في مواجهة التحديات. وأوضحت: “عندما هددت جماعة الإخوان المسلمين المتطرفة النسيج المجتمعي لعالمنا العربي والإسلامي، لم يتأخر المجلس في إصدار فتوى شرعية بتجريم هذه الجماعة واعتبارها منظمة إرهابية”. كما شددت على أهمية الفتوى في تعزيز التعايش بين أهل البلاد من خلال جواز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، وتقديم الإجابات العلمية عن الأسئلة المطروحة بسبب جائحة كورونا.
وفي ختام كلمتها دعت الدكتورة ماريا الهطالي الأمين العام لمجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، الحضور إلى التعاون من أجل وضع خطة شاملة لمواجهة تحديات الأمن الفكري، معربة عن أملها في التوصل إلى حلول ملموسة النتائج من خلال الندوة. وقالت: “أتمنى أن نحقق من خلال هذه الندوة نتائج ملموسة، من خلال التعرف على التحديات التي تهدد أمننا الفكري، ووضع خطة تعاونية يمكننا من خلالها المشاركة في تقديم حلول واقعية”.
وأعربت عن شكرها للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، ودار الإفتاء المصرية، والجهود المبذولة في تنظيم هذه الندوة.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: youm7
اكتشاف المزيد من رأي الأمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.