حصاد 2024.. "القمار الإلكترونى" و"دعم فلسطين" و"الشائعات".. أبرز قضايا الإفتاء
في إطار مواصلة الجهود العلمية لمؤشر الفتوى العالمي (GFI) التابع لدار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أعلن مؤشر الفتوى حصاده لعام 2024؛ وبما أنه يشكل مرجعاً مهماً لفهم الديناميكيات المتغيرة في عالم الفتوى، فقد سلط الفهرس الضوء خلال هذا العام على العديد من القضايا والاتجاهات التي شكلت الواقع المعاصر للفتوى، وقدم مجموعة متنوعة من المنشورات والدراسات والتقارير المعتمدة على أحدث الأساليب والآليات الإحصائية والتحليلية، وكان أبرزها «محرك البحث». الفهرس العالمي للفتوى الإلكتروني، والذي يضم ما يقرب من 3 ملايين فتوى مخزنة في قاعدة بياناته.
أصدر فهرس الفتوى خلال عام 2024 ما يقارب (50) إصداراً متنوعاً بين إصدارات رصدية أو تحليلية، اشتملت على تقارير مختصرة، وبيانات، ودراسات موسعة، وخطط استراتيجية، ودراسات استشرافية. أما على صعيد التقارير الإعلامية، فقد قدم فهرس الفتوى (10) تقارير إعلامية حول… عدد من قضايا وموضوعات الفتوى، أبرزها فتاوى الحج، وفتاوى شهر رمضان المبارك، وفتاوى أهل السنة والجماعة. الاحتفال بالمولد النبوي . بالإضافة إلى تقارير عن ظاهرة الشائعات والميليشيات الإلكترونية وكيف نصرت الفتاوى المصرية القضية الفلسطينية على مر العصور.
كما أصدر مؤشر الفتوى (10) دراسات تحليلية معمقة خلال عام 2024، أهمها تقرير تحليلي عن ازدواجية معايير الإعلام الغربي في التعامل مع القضية الفلسطينية، كشف خلالها الاستخدام المتعمد لل تقارير وأخبار ومقالات رأي متداولة في عدد من وسائل الإعلام الغربية ذات لغة مسيئة تحمل الإدانة والاستهتار بحياة ضحايا العمليات الإسرائيلية ضد المدنيين العزل والأبرياء في فلسطين، والاعتماد على استخدام المصطلحات و”الإرهاب” و”الإرهابيين”، في محاولة لحصر القضية الفلسطينية وتصوير الأمر على أنه دفاع إسرائيلي مشروع عن النفس. كما قدم تقريراً تحليلياً آخر عن “دور الفتوى في مواجهة ظاهرة القمار الإلكتروني”، ودراسة تحليلية عن “واقع الطلاق في العالم الإسلامي إحصائيات وأسباب ومبادرات علاجية”، وتقريراً تحليلياً بعنوان “واقع الطلاق في العالم الإسلامي إحصائيات وأسباب ومبادرات علاجية”. “تآكل القيم الأخلاقية الأسرية.. المظاهر والأسباب والعلاج”، بالإضافة إلى تقديم ملف. تحليلي لإنشاء مركز “تكوين” وردود الفعل عليه.
أصدر فهرس الفتوى العدد الثاني من تقريره الاستراتيجي السنوي، والذي تناول عددا من القضايا البحثية حول تحديات الألفية الثالثة، وفي مقدمتها مسألة الأمن الفكري وجدلية الحفاظ على الهوية الإسلامية، تناول خلالها آليات الفتوى في مواجهة تحديات الأمن الفكري، ودور علماء الأمة. تواجه السلطات ومؤسسات الإفتاء، وعلى رأسها دار الإفتاء المصرية والأزهر الشريف، التهديدات التي تهدد الأمن الفكري والهوية الإسلامية، من خلال تحليل عينة من الفتاوى المتساهلة والصارمة المتعلقة بعدد من القضايا التي شملت: مختلفون عقائدياً وفكرياً، والعلاقة بين الرجل والمرأة، وحماية هوية كل منهما، ومواجهة التحديات الاجتماعية الناتجة عن موجات التغريب وطمس الهوية الإسلامية، والتي تمثل أخطر تهديد للأمن الفكري والهوية الإسلامية، خاصة أنها تتضمن قضايا تمس الوجود الإنساني ككل، مثل الدعوات إلى عدم الإنجاب. والمثلية الجنسية.
ومحور آخر تضمنه التقرير الاستراتيجي بعنوان “خطاب الكراهية بين التحديات الراهنة والآفاق المستقبلية لمعالجة الفتاوى”، أشار خلاله مؤشر الفتوى إلى أن قارة آسيا تصدّرت 36% من قارات العالم من حيث تزايد معدلات خطاب الكراهية خلال العام الماضي. وذلك لعدة أسباب: أبرزها الصراعات التاريخية بين الجماعات المسلمة وغير المسلمة في دول مثل الهند وميانمار، والتي أدت إلى تصاعد التوترات بين الطوائف، واستغلال الدين كأداة سياسية لتحقيق مكاسب سياسية. تعزيز الانقسام أو تحقيق مكاسب انتخابية.
كما أصدر المؤشر العالمي للفتوى (12) عددا شهريا من نشرة “اتجاهات الفتوى” التي تسلط الضوء على أبرز الفتاوى التي أحدثت زخما عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وكشفت في تقريرها الربع سنوي عن النشرة أن (56%) من اتجاهات الفتاوى غير الرسمية أحدثت… بلبلة وفوضى دينية ومجتمعية، حيث وضعت هذه الفتاوى عامة الناس في حيرة، واعتبر مؤشر الفتوى أن ترك الباب مفتوحا مثل هذه الفتاوى عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، من أجل تحقيق جنون الشهرة أو الربح المادي؛ سيؤدي إلى تراجع القيم الأخلاقية والأخلاقية.
أصدر المؤشر العالمي للفتوى عام 2024 (3) كتيبات استراتيجية تناولت قضايا الفتوى، أولها بعنوان: “الفتوى وأخلاق العلم.. ضرورة التكامل وخطر الانفصال”، والتي هدفت إلى دراسة العلاقة بين العلم والدين والأخلاق في إطار مظلة الفتوى، من خلال إجراء تحليل قانوني. وإحصائية علمية شاملة للفتاوى المتعلقة بالعلم والأخلاق ومختلف المسائل المتعلقة بها. أما الجلسة الثانية فكانت بعنوان “الفتوة وأخلاقيات الإعلام..رهانات الواقع وتحديات المستقبل” والتي تناولت التحليل الكمي والنوعي لأبرز برامج الفتوى محليا للتعرف على أبرز قضايا الفتوى التي تمت مناقشتها وأثارت جدلا واسعا خلال العام . كما قامت الدراسة بتحليل أبرز قضايا الفتوى في الأعمال الدرامية والسينمائية خلال العام، وخلصت إلى أن (75%) من إجمالي عينة الدراسة تمحورت حول تناول المعايير الأخلاقية. أما بالنسبة للإعلام، فقد جاءت النشرة الثالثة بعنوان “الفتوى والأخلاق في الفضاء الرقمي.. التوظيف الأمثل للتقنيات الحديثة”، وتضمنت دراسة للسياج الأخلاقي الذي يحكم سير عملية الفتوى عبر الفضاء الرقمي. واسعة، ودراسة مدى تفاعل الفتوى مع القضايا الأخلاقية الناتجة عن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. وخلص إلى أن (32%) من إجمالي عينة الدراسة تتعلق بالفتاوى المتعلقة ببيان الضوابط الأخلاقية لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، مثل قضايا التواصل بين الجنسين.
وأسفرت هذه المنشورات الثلاثة عن إطلاق المؤشر لمشروعه “صياغة ميثاق أخلاقي مبني على الفتوى للتطورات في مجالات العلوم التجريبية والطبيعية والاجتماعية والذكاء الاصطناعي”.
وقدم مؤشر الفتوى هذا العام عددا من التقارير والدراسات الاستشرافية، أهمها خلال العام تقرير استشرافي حول تداعيات عملية “طوفان الأقصى” (حرب غزة)، والتي تم خلالها وتناولت رؤية استشرافية لتداعيات عملية طوفان الأقصى على مختلف المجالات الإنسانية، والتي شملت تداعياتها على مستقبل التنظيمات الإرهابية. التداعيات على المستوى الشعبي العربي، التداعيات على المستوى البحثي والأكاديمي العربي، التداعيات على مستوى عودة النشاط السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، والتداعيات على المستوى الاقتصادي، والتداعيات على المستوى التكنولوجي.
كما شارك فهرس الفتوى خلال عام 2024 في تنظيم (3) ورش عمل على هامش فعاليات مؤتمرات وندوات دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم. وركزت الورش على تبادل الخبرات والآراء مع مختلف التخصصات للتعرف على مشكلات عدد من القضايا والمساهمة في مواجهتها وكان آخرها. ديسمبر/كانون الأول الجاري، على هامش الندوة العالمية الأولى لدار الإفتاء المصرية، بعنوان “فوضى الفتاوى العشوائية.. سبل مواجهة المؤسسات الدينية بفوضى الفتاوى”.
واختتم المؤشر العالمي للفتوى بيانه السنوي بالتأكيد على استمرار دوره في عملية رصد وتحليل مجال الفتوى محليا وعالميا، مؤكدا أن الفترة المقبلة ستشهد تحولا كبيرا في التعامل مع قضايا الفتوى التي فرضتها التكنولوجيا الحديثة والمصطنعة. ذكاء.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: youm7
اكتشاف المزيد من رأي الأمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.