اقتصاد

خبراء: فترة حكم الإخوان الأسوأ فى قطاع الطاقة

سنة واحدة كانت كافية لتحويل مصر من دولة “مستنيرة”. مع شعبها إلى «مظلمة» أخرى مع الإخوان، ففي غضون أسابيع قليلة من بداية حكم الإخوان في مصر، تدهور قطاع الطاقة وانتقل من سيئ إلى أسوأ.

لا كهرباء، لا غاز، لا بنزين، هذه اللاءات الثلاثة حولت حياة المصريين إلى جحيم، مما جعل عام الإخوان أسوأ عام على الإطلاق بالنسبة لقطاع الطاقة. في مصر.

وعانت البلاد خلال هذه الفترة من انقطاع التيار الكهربائي المستمر ونقص حاد في الوقود، مما شكل عبئا كبيرا على الاقتصاد المصري وفاقم معاناة المواطنين في مختلف القطاعات. سواء على مستوى الصناعة أو الخدمات أو الحياة اليومية.

وشهدت تلك الفترة غيابا تاما لمفهوم أمن الطاقة وعدم وجود معادلة متوازنة للطاقة، وعانت مصر من تداعيات تلك الفترة لسنوات طويلة.

كما شهدت مصر خلال حكم الإخوان المسلمين أزمة وقود خانقة وغير مسبوقة تسببت في تكدس السيارات أمام محطات الوقود في جميع أنحاء البلاد لساعات طويلة، خاصة في العاصمة القاهرة التي تعرضت لشلل حركة المرور في العديد من المناطق بسبب وطوابير طويلة أمام محطات الوقود. إمداد.

 

وواصل الأهالي معاناة انقطاع التيار الكهربائي بشكل يومي دون العثور على مسؤول لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة الوضع.

تعطل المشاريع

كشف المهندس عبد الله غراب وزير البترول الأسبق، أن جماعة الإخوان الإرهابية كانت تحارب الاقتصاد وتسعى لانهياره بشتى الطرق، وظهر ذلك بوضوح خلال التظاهرات التي كانت تقودها لمحاربة أكبر المشروعات المرتبطة بثلاثة خامات رئيسية مواد. (الغاز والأسمدة والديزل).

وأشار إلى أن المشروع الأول هو شركة موبكو دمياط التي تمثل قطاع الأسمدة. وقاد الإخوان حملات شرسة لمهاجمة المشروع بحجج واهية، وخرجوا بمظاهرات لإثارة البلبلة بين الناس.

ص>

وأضاف غراب أن المشروع الثاني الذي تم إيقافه هو مشروع تطوير المعامل ومشروع الخلط الآلي للبنزين بأنواعه خاصة بمنطقة مسطرد البترولية والذي يعتبر من أقدم وأهم المناطق. المناطق البترولية في مصر، وذلك لدورها الفعال في منظومة توفير إمدادات الوقود في السوق المحلية، والتي تشمل تكرير وتصنيع البترول والنقل والتجارة والتوزيع.

 

 

 

أما المشروع الأكبر الذي كانت المجموعة تنوي تعطيله فهو مشاريع إنتاج الغاز في حوض البحر الأبيض المتوسط.

فترة مظلمة

ص>

ومن جانبه، وصف الدكتور عمر طعيمة، رئيس مجلس إدارة الجمعية الجيولوجية المصرية ورئيس الهيئة العامة المصرية للثروة المعدنية الأسبق، الفترة التي حكم فيها تنظيم الإخوان الإرهابي مصر بأنها من أسوأ الفترات، و حتى أنها سميت “بالفترة المظلمة” في كافة المجالات.

وأكد تيماء: أنها جماعة إرهابية عشوائية في كل قراراتها. ولم تعتمد على الخبرة بقدر ما اعتمدت على الأشخاص الذين تثق بهم.

وأشار الدكتور عمر طعيمة إلى أن القطاع النفطي تأثر سلباً خلال تلك الفترة، حيث حدث انقطاع للتيار الكهربائي ونقص في الكهرباء. المنتجات البترولية على المستوى الداخلي، أما على المستوى الخارجي فلم تكن لديها مهارة التعامل مع الشريك الأجنبي.

تدهور قطاع الطاقة

من جانبه أوضح الدكتور المهندس أحمد سلطان رئيس لجنة الطاقة، عضو نقابة مهندسي القاهرة والباحث بوحدة الدراسات الاقتصادية والطاقة بالمركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية، الأسباب الرئيسية وراء أزمات الطاقة في مصر في فترة حكم الإخوان المسلمين.

وقال: شهدت مصر زيادة كبيرة في الطلب على الطاقة نتيجة النمو السكاني السريع والنشاط الاقتصادي، لكن البنية التحتية للطاقة لم تكن جاهزة لتلبية هذا الطلب المتزايد، مما أدى إلى زيادة الضغط على شبكات الكهرباء والوقود.

وتابع: إن سوء إدارة الموارد والطاقة كان من أهم أسباب تدهور قطاع الطاقة، حيث اتسمت إدارة ملف الطاقة خلال فترة الإخوان بعدم الكفاءة والتخطيط السليم.

وتابع: الحكومة لم تتمكن من تطوير مشاريع جديدة لتوليد الكهرباء أو تطوير قطاع الطاقة بما يتناسب مع الزيادة المستمرة في الطلب. . لم يتم تحسين أو صيانة محطات الطاقة القديمة بشكل كافٍ، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي بشكل متكرر.

وكان هناك نقص في الاستثمار في مشاريع الطاقة الجديدة والمتجددة، بالإضافة إلى ضعف جذب الاستثمارات الأجنبية في هذا القطاع الحيوي. وافتقرت الحكومة إلى رؤية استراتيجية واضحة لتطوير مشاريع جديدة من شأنها أن تساهم في توفير احتياجات البلاد من الطاقة.

وتابع: أن هذه المشاريع تأثرت بتدهور الوضع الأمني ​​والسياسي، مما جعل المستثمرين حذرين من ضخ الأموال في مشاريع الطاقة المتجددة. .

ومن الأسباب أيضاً أن عدم كفاية احتياطيات الوقود كان من أبرز أسباب أزمات الطاقة.

وأشار إلى أن مصر تعاني من نقص حاد في الوقود، خاصة البنزين والديزل، بسبب توقف واردات الوقود نتيجة تدهور الوضع الاقتصادي وصعوبة توفير العملة الصعبة. كما لم يتمكن القطاع المحلي من تلبية احتياجات البلاد من الوقود بسبب انخفاض مستويات الإنتاج المحلي من النفط والغاز.

كما أدى التضخم وارتفاع الأسعار إلى زيادة تكلفة استيراد الوقود، مما جعل من الصعب على الحكومة توفير إمدادات الطاقة الكافية.

الفساد الاداري

كما شهدت فترة حكم الإخوان العديد من التحديات السياسية، بما في ذلك الاستقطاب الشديد والخلافات الداخلية.

وبحسب أحمد سلطان، فإن هذا المناخ السياسي غير المستقر أثر على قدرة الحكومة على اتخاذ قرارات فعالة أو إدارة موارد الدولة بشكل جيد، كما ساهم الفساد الإداري في إهدار الموارد بشكل غير فعال، مما أدى إلى تفاقم أزمة الطاقة.

علاوة على ذلك، مرت مصر بأزمات عديدة على مدار عام كامل بعد وصول جماعة الإخوان المسلمين إلى السلطة في مصر عام 2012، حيث عملت الجماعة على تفكيك مفاصل الدولة وتقويض الأمن القومي. وعانى المصريون من الظلام الدامس وانعدام خطوط الغاز ونقص البنزين. وفي الأشهر الأخيرة من نظام الرئيس المعزول محمد مرسي، تزايدت أزمات الوقود المتكررة وانقطاع التيار الكهربائي، فتجمعت الطوابير بحثا عن الطعام. وتوقف أنبوبة غاز وعشرات السيارات أمام محطات البنزين بحثا عن الوقود.

ومن الأسباب أيضًا تراجع الإنتاجية الاقتصادية، حيث شكل الانقطاع المستمر للكهرباء وانخفاض إمدادات الوقود في مصر أحد الأسباب الرئيسية التي ساهمت في تدهور الإنتاجية الاقتصادية. وتوقفت المصانع والورش الصغيرة عن العمل بسبب انقطاع التيار الكهربائي لفترة طويلة، مما أثر بشكل مباشر على الإنتاج الصناعي والزراعي.

كما أدى توقف العديد من الأعمال والمشاريع التجارية إلى انخفاض النشاط الاقتصادي في مختلف القطاعات، مما ساهم في انخفاض الناتج المحلي الإجمالي وارتفاع معدلات البطالة.

أثرت أزمة الطاقة على تكاليف الإنتاج في معظم القطاعات الاقتصادية. على سبيل المثال، اضطرت العديد من الشركات والمصانع إلى استخدام المولدات الكهربائية لتغطية النقص في الطاقة، مما أدى إلى زيادة تكلفة الإنتاج.

وأشار الدكتور سلطان إلى أن أزمة الطاقة أدت إلى انخفاض ثقة المستثمرين في السوق المصري، حيث يعتبر توفر الطاقة أحد العوامل الأساسية لجذب الاستثمارات الأجنبية التي تعتبر محورية للنمو الاقتصادي.

وفي ظل عدم استقرار إمدادات الطاقة، أصبح من الصعب على الشركات الأجنبية توظيف مواردها في مصر بسبب الخوف من تعطل الإنتاج وتأثر عملياتها، وبالتالي شهدت…تراجع البلاد الاستثمارات الأجنبية المباشرة مما أثر سلباً على الاقتصاد الوطني.

ندرة العملة

ومن جانبها تؤكد الدكتورة وفاء علي أستاذ الاقتصاد والطاقة، أن الاقتصاد في عهد الإخوان هو الأسوأ في تاريخ مصر، خاصة في ملف الطاقة، حيث عانت مصر وشعبها من تدهور شديد.

وأشارت إلى أن جميع الأنشطة الاقتصادية كانت في حالة تراجع، حيث توقفت معظم الصناعات بسبب نقص الغاز والطاقة، وعدم توفر العملة الأجنبية لاستيراد المواد. الخام.

كما رفضت كافة الشركات العالمية المتخصصة في نشاط البحث والتنقيب التعامل مع مصر، وتوقفت كافة الأنشطة البحثية المتعلقة بقطاع الطاقة. ولم يكن هناك أي اهتمام بموضوع الطاقة المتجددة التي أصبحت الآن في المقدمة. واقتصر فكر الإخوان على مواجهة مشكلة الاحتباس الحراري بسبب تغير المناخ من خلال تخفيف ملابس المصريين، بدلا من البحث عن حلول جادة واستراتيجية.

وقالت الدكتورة وفاء علي إن خسائر الاقتصاد المصري تجاوزت 200 مليار دولار، كما وصل الاحتياطي النقدي الذي يقيس قوة ومتانة الدولة إلى أقل من 14 مليار دولار.

وهذا أدى أيضا إلى

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .


اكتشاف المزيد من رأي الأمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من رأي الأمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading