اللواء محمد إبراهيم الدويرى: مصر ساهمت بدور رئيسى فى صياغة الهدنة بغزة
قال اللواء محمد إبراهيم الدويري، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية، إن مصر ساهمت بشكل كامل في صياغة “اتفاق التهدئة في غزة” ووضع اللمسات النهائية عليه بالتنسيق مع دولة قطر الشقيقة والولايات المتحدة. الولايات المتحدة، مؤكدة أن مصر ستواصل جهودها الحثيثة لضمان تنفيذ الاتفاق.
وأضاف اللواء الدويري، في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط، الخميس، أن الإعلان عن التوصل إلى اتفاق بشأن تثبيت التهدئة في قطاع غزة هو أمر إيجابي بكل المقاييس، رغم حجم وعمق الاتفاق. الكارثة الإنسانية التي خلفتها الحرب.
وتابع أن هذا الاتفاق سيؤدي إلى إنهاء هذه الكارثة التي يشهدها قطاع غزة منذ أكتوبر 2023 نتيجة العمليات العسكرية التي تنفذها إسرائيل منذ هذا الوقت وحتى الآن دون توقف إلا لأيام قليلة في نوفمبر 2023، و ولم تستجب طيلة هذه المدة لكل المطالب الداخلية والخارجية والمقترحات العديدة. التي حاولت وقف حرب الإبادة الجماعية التي شاهدها المجتمع الدولي بلا مبالاة.
وشدد على ضرورة النظر إلى الاتفاق أولا من منظور وقف هذه المأساة التي عجز العالم عن إيقافها لمدة 15 شهرا، ومن ثم يمكن الحديث عن التفاصيل والمراحل الثلاث التي يتضمنها الاتفاق والتي ستؤدي في النهاية إلى تحقيق خطوات مهمة، حتى لو تمت في مراحل زمنية قصيرة ومتفاوتة.
واستعرض تلك الخطوات وأولها الوقف الدائم للقتال وإنهاء هذه الحرب الشرسة التي هدفت إلى القضاء على البشر والحجر. ثانياً، الانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة. ثالثاً، إتمام صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية، بحيث يتم في النهاية إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين، سواء كانوا على قيد الحياة أم لا. وسقطت مقابل إطلاق إسرائيل سراح أعداد كبيرة تقدر بمئات الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، بينهم أكثر من مئتي محكوم عليهم بالسجن المؤبد.
وتابع: “رابعا، دخول كافة المساعدات الإنسانية والطبية والحياتية إلى كافة أنحاء القطاع بمئات الشاحنات يوميا كما كان الحال من قبل، وخامسا، إعادة فتح معبر رفح البري بعد أن كان مغلقا”. نتيجة تدمير إسرائيل للمعبر من الجانب الفلسطيني، وسادسا، الاتفاق على البدء بخطوات إعادة إعمار القطاع يتطلب ضرورة توفير مليارات الدولارات، والتي ستخضع لترتيبات محددة لاحقا”.
وأشار إلى أن هذا الاتفاق سيكون مقدمة لتغيير الوضع تدريجيا في قطاع غزة، مع الأخذ في الاعتبار أن المرحلة الأولى التي ستبدأ في الـ19 من الشهر الجاري، وهو تاريخ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ والتي تستمر ستة أسابيع، وستشهد بعد نحو أسبوعين من بدايتها مفاوضات أخرى من أجل التوافق. كافة الخطوات التي سيتم اتخاذها في المرحلة الثانية ثم المرحلة الثالثة، بما في ذلك عمليات الإفراج والانسحاب والوقف الكامل للعمليات العسكرية حتى التنفيذ الكامل للاتفاق، الأمر الذي يتطلب ضرورة التزام الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بما يلي: ما تم الاتفاق عليه. وبناء على ذلك، تم إعطاء دور مهم للدول الضامنة للاتفاقية، وهي مصر وقطر والولايات المتحدة.
وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي أعاق التوصل إلى الاتفاق منذ أكثر من ستة أشهر على الأقل، مطالب أكثر من أي شخص آخر بأن يكون أكثر التزاما بتنفيذه دون أي تأخير وعدم وضع أي عوائق أمام عملية التنفيذ، خاصة مع فيما يتعلق بموقف شركائه المتطرفين في الائتلاف الحاكم، حيث أصبح الوقت أكثر حساسية وتعقيداً، ولم تعد هناك أي مبررات مهما كانت تمنع دخول الاتفاق حيز التنفيذ، حتى في حال فشله. الانسحاب من التحالف، حيث أصبح وقف الحرب عالمياً الطلب الذي لا يستثنى منه أحد. باستثناء أحزاب اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية.
وفيما يتعلق بوضع قطاع غزة بعد انتهاء الحرب والتنفيذ الكامل للاتفاق، أكد اللواء محمد إبراهيم أن الأمر أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى، فمن المؤكد أن الحرب كانت ستنتهي عاجلاً أم آجلاً، خاصة بعد وصول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. أما الوضع المأساوي الذي وصل إلى القطاع فإن معالجته يتطلب جهودا غير مسبوقة تفوق الجهود التي بذلت للتوصل إلى هدنة، إذ لا بد من معالجة المشاكل التي خلفتها هذه الحرب على المستوى السياسي والأمني والاقتصادي وغيرها. وهذه مسؤولية إقليمية ودولية يجب أن يتحملها المجتمع الدولي حتى لا نخرج من مأساة الحرب إلى كارثة أكبر غير قابلة للحل.
وعن الدور المصري في التوصل إلى اتفاق الهدنة، أكد ضرورة النظر إلى هذا الدور من المنظور المصري الشامل الذي يتحرك ليس من أجل التهدئة فحسب، بل من أجل التوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية وإنهاء النزاع. إقامة دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة.
وقال إن رؤية مصر، التي يعبر عنها دائما الرئيس عبد الفتاح السيسي، ستظل أنه بدون حل هذه القضية العربية المركزية، لا يمكن لمنطقة الشرق الأوسط أن تشهد الاستقرار المنشود، وهذه أيضا مسؤولية فلسطينية وعربية ودولية.
وفي مجال الحديث عن الدور المصري تجاه هذه الهدنة، أكد اللواء محمد إبراهيم على ضرورة الإشارة إلى بعض المحددات، وهي أن مصر أول دولة في العالم تتحرك بعد 14 يوما فقط من اندلاع الحرب، كما انعقد مؤتمر القاهرة الدولي للسلام، الذي قدم فيه الرئيس السيسي رؤية مصرية متكاملة على مراحل. خطط مختلفة ومتتالية لحل الأزمة في غزة وتمهيد الطريق لحل القضية الفلسطينية.
وأضاف أن موقف مصر كان واضحا وحاسما ولا لبس فيه منذ البداية عندما أعلنت علنا رفضها تصفية القضية الفلسطينية ورفضها تهجير سكان قطاع غزة سواء داخل غزة أو إلى سيناء. وكان الأخير هو الخط الأحمر الذي حذرت مصر إسرائيل بشدة من تجاوزه مهما كانت النتائج.
وأشار إلى أن موضوع المساعدات الإنسانية يحظى بأهمية خاصة حتى لا يتعرض السكان الفلسطينيون في قطاع غزة لمزيد من الكوارث، مذكرا في هذا الصدد أن أكثر من 80% من المساعدات التي تدخل غزة هي مساعدات مصرية أرسلت طوعا. لأشقائنا الفلسطينيين، رغم أي أزمات اقتصادية. وتمر عليه الدولة قائلة: «هذا واجب وطني لا يمكن لدولة بحجم مصر أن تتهرب منه».
كما أكد مشاركة مصر في كافة الاجتماعات التي جرت من أجل التوصل إلى هدنة سواء في القاهرة أو الدوحة أو تل أبيب أو باريس أو روما. وكان الوفد المصري حاضرا دائما ومشاركا فعالا في هذه اللقاءات، بما يتمتع به من خبرة ومهنية ومعرفة بأدق التفاصيل، بالإضافة إلى علاقاته. علاقات جيدة مع كافة الأطراف المعنية دون استثناء.
وأشار إلى أن اتفاق الهدنة الحالي وكذلك المقترحات التي أعلنها الرئيس الأمريكي بايدن نهاية مايو 2024، استندت في الأساس إلى المقترحات الشاملة والتفصيلية التي طرحتها مصر نهاية ديسمبر 2023، والتي تضمنت نفس المقترحات الثلاثة المراحل الحالية مع كافة آليات التنفيذ داخل كل مرحلة.
وأكد أن مصر حرصت دائما على أن تكون قنوات التنسيق مستمرة مع الأشقاء في قطر، طالما أن الهدف الأسمى واحد ويخدم في النهاية مصلحة الشعب الفلسطيني الصامد.
وأوضح أننا أمام مرحلة بالغة الأهمية ستواصل فيها مصر جهودها الحثيثة، حيث تتطلب هذه المرحلة التحرك على ثلاثة مسارات متتالية في غاية الأهمية. المسار الأول هو تنفيذ اتفاق الهدنة بمراحله الثلاث بدقة ودون أي تأخير، والمسار الثاني هو معالجة كافة جوانب المشهد في غزة بعد انتهاء الحرب. بما في ذلك تأمين الوضع في قطاع غزة سياسياً واقتصادياً وأمنياً، وإعادة الإعمار، أما المسار الثالث فهو تمهيد الطريق لاستئناف العملية السياسية وبدء عملية سلام جادة تؤدي إلى حل الدولتين. حل.
وفي نهاية تصريحاته، وجه اللواء محمد إبراهيم رسالة إلى القادة الإسرائيليين بكافة توجهاتهم، قال فيها، إن عليهم أن يعلموا أنه “بدون حصول الشعب الفلسطيني على حقه في دولته المستقلة، لن يكون هناك حديث عن الأمن والاستقرار”. ليس فقط لإسرائيل بل للمنطقة بأكملها”.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: youm7
اكتشاف المزيد من رأي الأمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.