ثورة يناير و عيد الشرطة ……..بقلم الدكتور / مصطفى فرغلي عثمان
بقلم الدكتور / مصطفى فرغلي عثمان
عند النظر من زاوية الانصاف لما يمثل علامات مضيئة في تاريخ جهاد الأمة المصرية للحصول على حق أو عمل مؤسسة وطنية من أجل اعلاء قيمة .. يجب علينا أن نتوخى الحذر في الحكم على مثل تلك المناسبات ؛
أن ذكرى مناسبتين كعيد الثورة و عيد الشرطة في يوم واحد يجب أن يتعامل معها الاعلام بالحياد المطلق و العدالة لتساوى القيمة و عدم التنكر لمناسبة لحساب آخري ؛
أن ثورة يناير على الرغم ما يقدح فيها من وجهة نظر البعض قام بها شباب واعى ينتمى لأسر الطبقة المتوسطة و العليا من الشعب المصري ضحوا من اجل الخلاص من فساد اعترفت به مؤسسات الدولة من اعلام وقضاء ….. بل ذهبت الدولة الى ما هو اكثر من الاعتراف بالفساد بأنها قامت بمنح المتوفين من الشباب و مصابي الثورة معاشات مصابي العمليات الحربية ( معاش شهيد ) ؛
فلقد قامت ثورة يناير من أجل الخلاص من الفساد السياسي و القهر الشرطي لأواخر عهد الرئيس مبارك و الدليل الدامغ على ذلك الاتهامات المسندة لرأس النظام و معاونيه ؛
وعلى الرغم أن جل هذه الاتهامات حكم فيها بالبراءة إلا أنها تبقى مع الحكم بالبراءة مظنة الفساد موجودة ؛ كما أننا لو أنكرنا على ثورة يناير قيامها لما كان لثورة 30 يونية من شرعية ؛
أيضا لما كان للسلطة الحالية في مصر من شرعية ؛ أما عيد الشرطة فذكره تأتى على أثر قيام البوليس المصري مقاومة سلطة الاحتلال الإنجليزي في الإسماعيلية عام 1952 م ؛
فقد صانوا للأمة كرامتها و جادوا بأنفسهم و ارواحهم في سبيل التخلي عن دورهم في الدفاع عن مديرية أمن اسماعيلية ؛ ما كان لنا أن ننسى كمصريين للشرطة هذا العمل رغم مزاعم الانحراف بالسلطة من هذا الجهاز لفترة وجيزة قبيل ثورة يناير ؛
أن بلاء جهاز الشرطة في سبيل حماية الممتلكات العامة و الخاصة و الدفاع عن أمن الوطن و استقراره في مرحلة ما بعد ثورة يناير 2011م و الفاتورة الكبيرة الذى قدمها في معركته المشتركة هو ورجل القوات المسلحة ضد التطرف و الإرهاب هو تصحيح لمسار الانحراف بالسلطة الذى كان عليه قبيل عزل الرئيس مبارك و تكفيرا لهذه الخطيئة ..
تحيا مصر في ذكرى ثورة يناير المجيدة و عيد الشرطة المصرية الوطنية في نسخته السابعين .