أكثر المحاصيل شعبية حول العالم مهددة بالانقراض.. الموز والبرتقال والأفوكادو في المقدمة
إن تغير المناخ والارتفاع الناتج عنه في درجات الحرارة وندرة الأمطار والجفاف الشديد يهدد بانقراض واختفاء المحاصيل والأطعمة الأكثر شعبية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الموز والبرتقال والأفوكادو.
ويقول الخبراء إن ارتفاع درجات الحرارة يؤثر على ملوحة التربة، وكذلك على زيادة الآفات والأمراض، ما يجعل العديد من النباتات غير قادرة على التكيف وبالتالي أكثر عرضة للانقراض.
ويؤكد الخبراء أن تناول الفاكهة يومياً يوفر العديد من الفوائد لجسم الإنسان، فهي غنية بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة الضرورية للحفاظ على الصحة، كما أن الأشخاص الذين يتناولون الفاكهة والخضروات يومياً يكونون أقل عرضة للإصابة بالأمراض، مثل أمراض القلب والسرطان والسكري والسمنة.
لا يكتمل طبق سلطة الفواكه بدون الموز، فهو يحتوي على العديد من المعادن التي تعزز صحة القلب وتخفض ضغط الدم المرتفع ومستويات الدهون في الدم. كما يمكن تناول الموز طوال اليوم دون أي موانع صحية بسبب قيمته الغذائية العالية، كما يساعد تناوله قبل ممارسة التمارين الرياضية الصحية على تعزيز الأداء البدني وإمداد الجسم بالطاقة، وبعد ممارسة التمارين الرياضية مباشرة لتعويض الجسم عن الطاقة المستهلكة أثناء ممارسة التمارين الرياضية، ولمساعدة العضلات على الاسترخاء والتعافي.
يواجه نوع شائع من الموز خطر الانقراض بسبب مرض فطري يسمى ذبول الفيوزاريوم، والذي يمنع تدفق العناصر الغذائية إلى الفاكهة ويسبب ذبولها. في الخمسينيات من القرن العشرين، قضى المرض على محاصيل الموز التجارية وتسبب في انقراض موز جروس ميشيل. معظم الموز الموجود حاليًا هو من صنف كافنديش، والذي أصبح أيضًا مهددًا بالانقراض بسبب سوء جودة التربة.
دراسة جديدة نشرت في مجلة "علم الأحياء الدقيقة الطبيعية"تمكنت دراسة أجراها فريق دولي من العلماء من تحديد الآليات الجزيئية وراء الميكروب الذي يدمر الموز، وهو ما يفتح الباب أمام علاجات واستراتيجيات جديدة ضد هذا العامل الممرض.
وترجع أسباب فشل المحاصيل إلى الفطر (Foc TR4) الذي يمكنه تدمير نوع كامل من الموز، كما حدث في الخمسينيات، لكن الموز ليس الفاكهة الوحيدة المعرضة للخطر. ومع اقتراب فصل الشتاء، نجد أن الفاكهة المفضلة لدى الجميع في هذا الموسم، "البرتقال" كما تتعرض البرتقال أيضًا لخطر الانقراض؛ حيث يؤثر تغير المناخ ومرض اخضرار الحمضيات سلبًا على المحصول. ولا يوجد علاج لهذا المرض حتى الآن، وهو يتسبب في تعفن البرتقال والتواءه إلى الحد الذي يجعل أكله مستحيلًا. تاريخيًا، "اخضرار الحمضيات" وتدمر البساتين في آسيا والأميركيتين والعديد من الدول الأفريقية. ورغم زيادة إنتاج البرتقال عالميا، فإن الانتشار المستمر للمرض أدى بالفعل إلى انخفاض المحصول، الذي انخفض بنسبة تزيد على 20% في البرازيل، وبنسبة 60% في جزيرة غوادلوب في الكاريبي، وبنسبة تزيد على 90% في ولاية فلوريدا الأميركية. والأفوكادو مصدر ممتاز للدهون غير المشبعة والأحادية غير المشبعة، مثل حمض الأوليك، ويحتوي على ما يقرب من 20 فيتامينا ومعادن مختلفة، بما في ذلك البوتاسيوم وحمض الفوليك وفيتامينات ب، ج، هـ، أ، فضلا عن العديد من المكونات الكيميائية التي تعمل كمضادات للأكسدة تعزز مناعة الجسم. ويكشف تقرير جديد أصدرته مؤسسة كريستيان إيد الخيرية ومقرها لندن، بعنوان “التهديد المناخي للأفوكادو”، عن تنبؤات مقلقة بشأن هذه الفاكهة الشعبية. ويسلط التقرير الضوء على الآثار الأوسع لتغير المناخ على الزراعة والأمن الغذائي العالمي.
الأفوكادو فاكهة كثيفة الاستهلاك للمياه، ولكن هذه الحاجة إلى الماء تجعلها عرضة بشكل خاص لتغير المناخ في عالم أكثر حرارة وجفافًا، مع انكماش بعض أفضل مناطق نموها وتغير نموها وقابليتها للبقاء في مناطق الإنتاج الرئيسية الحالية في المكسيك وإسبانيا وتشيلي وكولومبيا.
ومن المتوقع أن تتقلص المساحات التي تعتبر مناسبة بشكل خاص لزراعة الأفوكادو بنسبة تتراوح بين 14% و41% بحلول عام 2050، وذلك اعتمادًا على مدى سرعة خفض الانبعاثات العالمية. وبالنسبة للمكسيك، أكبر منتج في العالم، فقد تتقلص مساحة زراعة الأفوكادو بنسبة 31% بحلول عام 2050 حتى لو اقتصر ارتفاع درجة الحرارة العالمية المتوسطة على أقل من درجتين مئويتين. وإذا ارتفعت درجات الحرارة بمقدار 5 درجات مئوية، فقد تنخفض مساحة زراعة الأفوكادو بنسبة 43%، مما يعرض استدامة الزراعة وسبل العيش التي تعتمد عليها للخطر.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .