7579HJ
أخبار عالمية

صحيفة أمريكية: تهليل سكان غزة بوصول شحنة مساعدات "مأساة" تعكس انتشار المجاعة

رأت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، اليوم الأحد، أن احتفال وابتهاج سكان قطاع غزة بوصول شحنة مساعدات بعد عام من عدم تلقيهم أغذية طازجة، هو "مأساة انسانية" ويعكس انتشار المجاعة هناك.

 

وأوضحت الصحيفة في تقرير إخباري لمراسلها أنه عندما علموا مؤخرًا بوصول الطعام الطازج أخيرًا، شعر الأطفال بفرحة غامرة. وقال أحد السكان، وهو أب لفتاتين وصبي: “كان أطفالي سعداء للغاية لرؤية التفاح لأول مرة منذ تسعة أشهر. لقد قفزوا من الفرح عندما علموا أنهم سيأكلون الفاكهة”.

وأشارت الصحيفة إلى أن رد فعل الأطفال الذين يعيشون في مدينة غزة مع والدهم ووالدتهم، يعكس مستوى انعدام الأمن الغذائي الذي يعاني منه كثير من الناس في غزة، وبينما سعت الولايات المتحدة ودول أخرى إلى زيادة شحنات الغذاء إلى غزة، فإن منظمات الإغاثة تقول إن هذا لم يكن كافيا.

وأضافت أن غالبية سكان القطاع البالغ عددهم نحو 2.2 مليون نسمة يعانون من الجوع الشديد، حيث يموت العشرات من سوء التغذية، وأن الاعتماد على الأطعمة المعلبة لعدة أشهر، مع عدم القدرة على الحصول على الفاكهة والخضروات الطازجة أو البروتين، له تأثير شديد على صحة الناس.

ونقلت الصحيفة عن منظمات الإغاثة قولها إنها تمكنت مؤخرا من توصيل الفاكهة الطازجة واللحوم المجمدة إلى الشمال، حيث لم ير العديد من الفلسطينيين مثل هذه الإمدادات منذ أشهر بعد أن جعل القصف العنيف والقتال من الصعب، وفي كثير من الأحيان من المستحيل، توصيل المساعدات إلى هناك في وقت سابق من الحرب.

بعد أن دخل الجيش الإسرائيلي مدينة رفح الفلسطينية بهدف معلن هو محاربة حماس في مايو/أيار الماضي، اضطرت العديد من منظمات الإغاثة إلى تحويل عملياتها بعيدًا عن مدينة رفح جنوب غزة، والتي كانت تشكل مركزها العصبي، واعتمدت بشكل أكبر على المعابر البرية في شمال غزة منذ ذلك الحين.

ونقلت الصحيفة عن أروى سليمان (29 عاما)، وهي أم لطفلين في شمال غزة، قولها إنها حصلت الأسبوع الماضي على دجاجة لأول مرة منذ بدء الحرب، ستتقاسمها مع تسعة من أقاربها، بينهم أطفالها ووالديها وإخوتها، بعد أشهر من العيش على الطعام المعلب المحدود، مما تسبب في مشاكل صحية لدى الأسرة.

ولكن الصحيفة أشارت إلى أن هذه التسليمات ليست مؤشرا على أن محنة الجوع في غزة تقترب من نهايتها، بل على العكس، حيث تفاقم نقص الغذاء بشكل عام في غزة في الأشهر التي أعقبت التوغل الإسرائيلي في رفح الفلسطينية، وإغلاق المعبر الحدودي الرئيسي هناك، بعد أن قالت الأمم المتحدة الشهر الماضي إن حجم المساعدات التي تدخل غزة انخفض بأكثر من النصف منذ أوائل مايو/أيار.

وشهد شهر أغسطس/آب أقل عدد من الشاحنات التي دخلت القطاع منذ مايو/أيار الماضي، بحسب بيانات الأمم المتحدة، حيث دخلت نحو 1600 شاحنة إلى غزة، مقارنة بنحو 3 آلاف شاحنة في يوليو/تموز و2500 في يونيو/حزيران.

وفي وقت سابق من هذا العام، أمرت محكمة العدل الدولية، أعلى محكمة في الأمم المتحدة، إسرائيل بالسماح بتدفقات أفضل للمساعدات إلى القطاع وإعادة فتح معبر رفح الحدودي حيث تدهورت تدفقات المساعدات في الجنوب في الأشهر الأخيرة.

وتقول الأمم المتحدة إن عدد المهمات الإنسانية التي سمحت بها إسرائيل في جنوب غزة انخفض بنسبة 28% في أغسطس/آب، مقارنة بشهر يوليو/تموز، بينما ارتفع بنسبة 10% في الشمال خلال الفترة نفسها.

وتقول جماعات الإغاثة إن الجهود المبذولة لإدخال الإمدادات عبر طرق أخرى غير معبر رفح فشلت في كثير من الأحيان أو كانت غير كافية، في حين لم تحقق عمليات الإنزال الجوي للمساعدات الإنسانية التي أمرت بها الولايات المتحدة وحلفاؤها العرب والأوروبيون أي تأثير يذكر على أزمة المجاعة في غزة.

في يوليو/تموز الماضي، تم تفكيك مشروع أميركي بقيمة 230 مليون دولار لبناء رصيف بحري كان من المفترض أن يسهل تدفق المساعدات إلى غزة بشكل دائم، وذلك بعد سلسلة من المشاكل. كما تعقدت عمليات تسليم المساعدات بسبب عدد من الحوادث المميتة، بما في ذلك غارة جوية إسرائيلية على قافلة تابعة لمنظمة “وورلد سنترال كيتشن” والتي أسفرت عن مقتل سبعة من عمال الإغاثة في أبريل/نيسان الماضي.

وذكرت الصحيفة أنه من غير الواضح ما إذا كانت عمليات تسليم الفاكهة والخضروات الطازجة واللحوم المجمدة في شمال غزة ستتوسع أو حتى تستمر، مضيفة أنه بالإضافة إلى المعابر الحدودية المحدودة إلى غزة، فإن توزيع المواد القابلة للتلف مثل اللحوم يفرض تحديات كبيرة، مع انقطاع التيار الكهربائي المتكرر في غزة.

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

زر الذهاب إلى الأعلى