7579HJ
حوادث

ضحية الشهامة .. حكاية ميكانيكى دفع حياته ثمنًا للدفاع عن سيدة فى شبرا الخيمة

ضحية الشهامة .. حكاية ميكانيكى دفع حياته ثمنًا للدفاع عن سيدة فى شبرا الخيمة
القاهرة: «رأي الأمة»

 

“يا لها من جريمة”… لسنا نتحدث عن الفيلم الذي قام ببطولته محمد هنيدي، بل هذه العبارة أقل ما يمكن أن يقال عن بلطجي يعيش في منطقة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، لم يكتف بممارسة البلطجة وإثارة الشغب في منطقة سكنه، بل قرر ارتكاب جريمة قتل راح ضحيتها شاب في منتصف الأربعينيات من عمره، شاب لم تكن جريمته إلا أنه تدخل لمنعه من ضرب سيدة في وسط الشارع، فقتله في مشهد مأساوي أصبح حديث أهل المنطقة حزناً على فقدان الضحية.

 

“والدي كان صاحب أطيب قلب في الدنيا ولم يكن أحد يتوقع أن يموت بهذه الطريقة”. بكلمات حزن امتلأت بدموع الفراق، روت “دنيا” كواليس مقتل والدها “صبحي” على يد بلطجية الحي.
وأشارت إلى أن والدها صبحي هلال، 46 عاماً، يعمل ميكانيكياً لإصلاح التوكتوك، ولديه ورشة في منطقة شبرا الخيمة، وقد نذر حياته لكسب لقمة العيش المشروع، فكان يخرج كل صباح إلى مقر عمله ويعود في المساء حاملاً معه بشرى سارة بالطعام والجنيه، وكان الحصول على قسط من النوم يمنحه القدرة على العمل في الصباح التالي.

 

كانت عقارب الساعة تشير إلى الثامنة مساء الجمعة الماضي، وكانت الأمور تسير بشكل طبيعي في ورشة والدي، إلى أن كسر الصمت صوت صراخ امرأة تطلب المساعدة، ظن والدي وقتها أن الأمر يتعلق بخلاف بين المرأة وامرأة أخرى، وأن الأمر سينتهي كالمعتاد، لكن الصوت لم يتوقف، فأسرعوا لمعرفة سبب تلك الصرخات.
مع خطوات والدي الأولى وقف مذهولاً بينما تراجع بقية الحاضرين إلى الوراء عندما رأوا رجلاً يعتدي على امرأة وسط الشارع، فقرر والدي الضحية دون تفكير التدخل لحل الخلاف، الأمر الذي أثار غضب ذلك الشخص، فرد على والدي قائلاً: “هذه زوجتي، ما شأنك يا رجل؟”، فطلب منه والدي حل الخلاف داخل المنزل وليس في الشارع.

 

وبتدخل حكماء المنطقة ذهب الجميع إلى أماكنهم، فيما هدد الشخص الذي كان يضرب السيدة والدي قائلاً: “سأذهب ولكن سأعود إليك مرة أخرى”، حيث استحوذت رغبة الانتقام على المتهم تجاه والدي، وما هي إلا فترة قصيرة حتى وصل القاتل مع 15 شخصاً آخرين في سيارة مسلحين بالسكاكين والسياط، واعتدوا جميعاً على والدي ودمروا الورشة، فيما اعتدى المتهمون مع 3 آخرين على والدي بالسكاكين والسوط على رأسه: “شطروها نصفين”، ثم اعتدوا على شاب يعمل مع والدي داخل الورشة، ما أدى لإصابته بجروح خطيرة.

 

وفي غضون دقائق، نقلت الأسرة والدي إلى المستشفى، لكن روحه صعدت إلى خالقها قبل وصوله. وهناك أخبرهم الأطباء: «الرجل مات. من فعل به هذا؟» ثم أُبلغت الأجهزة الأمنية.
وبعد تحرير محضر بالواقعة، وعرضه على اللواء محمد السيد مدير الإدارة العامة لمباحث القليوبية، أمر بسرعة ضبط الجناة وتحديد ملابسات الواقعة، وبعد تقنين الإجراءات وإجراء التحقيقات اللازمة، نجحت قوات الأمن في ضبط المتهمين، وعند عرضهم على النيابة العامة أمرت بحبسهم 4 أيام على ذمة التحقيقات.
وناشدت ابنة الضحية المستشار محمد شوقي النائب العام الوقوف معهم حتى تتمكن من استعادة حق والدها الذي دفع حياته ثمناً للدفاع عن امرأة، واختتمت بقولها: “لن يريح قلبي إلا إعدام القاتل”.

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

زر الذهاب إلى الأعلى