ماذا تعرف عن تبادل إطلاق النار العنيف بين إسرائيل وحزب الله اللبناني؟
كتب: هاني كمال الدين
وبحلول منتصف الصباح، بدا أن تبادل إطلاق النار قد انتهى، حيث قال الجانبان إنهما لم يستهدفا سوى أهداف عسكرية. وأسفرت الضربات الإسرائيلية عن مقتل ثلاثة مسلحين في لبنان، في حين لم ترد أنباء عن وقوع إصابات في الجانب الإسرائيلي. لكن الوضع ظل متوترا.
إليكم نظرة على الوضع الحالي:
ماذا حدث في وقت مبكر من يوم الأحد؟
قالت إسرائيل إن نحو 100 طائرة حربية شنت غارات جوية استهدفت آلاف منصات إطلاق الصواريخ في جنوب لبنان لإحباط هجوم وشيك لحزب الله. ثم قال حزب الله إنه أطلق مئات الصواريخ والطائرات بدون طيار على قواعد عسكرية ومواقع دفاع صاروخي في شمال إسرائيل ومرتفعات الجولان التي ضمتها إسرائيل.
ووصف حزب الله الهجوم بأنه رد أولي على اغتيال أحد أعضائه المؤسسين وقادته الكبار، فؤاد شكر، في غارة جوية إسرائيلية على بيروت الشهر الماضي. وقال إن عملياته العسكرية ليوم الأحد انتهت، وأنها ستسمح له بشن هجمات أعمق داخل إسرائيل في المستقبل. ونفى الحزب ادعاء إسرائيل بإحباط الهجوم، دون تقديم أدلة على ادعاءاته.
قُتل مقاتلان من حزب الله ومسلح من جماعة متحالفة معه، وأصيب شخصان في الغارات على لبنان. وقال المقدم نداف شوشاني، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إن التقييم الأولي أظهر “ضررًا ضئيلًا للغاية” في إسرائيل.
ما مدى احتمال اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله؟
لم يشعل تبادل إطلاق النار يوم الأحد حربًا كانت تُخشى منذ فترة طويلة، وربما تسمح القوة النارية الثقيلة وغياب الخسائر المدنية لكلا الجانبين بالزعم بنوع من النصر والتراجع. لكن التوترات لا تزال مرتفعة. بدأ حزب الله في إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار على إسرائيل بعد وقت قصير من اندلاع الحرب في غزة، والتي اندلعت بسبب الهجوم المفاجئ لحماس على إسرائيل في 7 أكتوبر. حزب الله وحماس حليفان، كل منهما مدعوم من إيران. ردت إسرائيل بشن غارات جوية، وتصاعدت عمليات تبادل إطلاق النار شبه اليومية في الأشهر الأخيرة.
لقد قُتِل أكثر من 500 شخص في لبنان بسبب الغارات الإسرائيلية منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول، معظمهم من المقاتلين في حزب الله وجماعات مسلحة أخرى، ولكن أكثر من 100 مدني وغير مقاتل قُتلوا أيضاً. وفي شمال إسرائيل، قُتل 23 جندياً و26 مدنياً بسبب الغارات الجوية من لبنان. كما نزح عشرات الآلاف من الناس على جانبي الحدود المتوترة.
وتعهدت إسرائيل بإحلال الهدوء على الحدود للسماح لمواطنيها بالعودة إلى ديارهم. وتقول إنها تفضل حل القضية دبلوماسيا من خلال الولايات المتحدة وغيرها من الوسطاء، لكنها ستستخدم القوة إذا لزم الأمر. وقال مسؤولون في حزب الله إن الجماعة لا تسعى إلى حرب أوسع نطاقا ولكنها مستعدة لذلك.
كيف ستبدو الحرب بين إسرائيل وحزب الله؟
خاضت إسرائيل وحزب الله حرباً استمرت شهراً في عام 2006، مما أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة من جنوب بيروت وجنوب لبنان، وطرد مئات الآلاف من الناس من منازلهم على الجانبين.
الجميع يتوقعون أن الحرب القادمة ستكون أسوأ بكثير.
إن حزب الله يمتلك ما يقدر بنحو 150 ألف صاروخ وهو قادر على ضرب كل أنحاء إسرائيل. كما طور الحزب أسطولاً متطوراً بشكل متزايد من الطائرات بدون طيار، ويجري تجارب على الصواريخ الموجهة بدقة. إن الحرب الشاملة قد تجبر مئات الآلاف من الإسرائيليين على الفرار، وتشل الاقتصاد الإسرائيلي، وتجبر الجيش، الذي لا يزال منخرطاً في غزة، على القتال على جبهتين.
لقد تعهدت إسرائيل برد ساحق على أي هجوم كبير من جانب حزب الله والذي من المرجح أن يدمر البنية التحتية المدنية والاقتصاد في لبنان، الذي غارق في الأزمة لسنوات. ومن المرجح أن يتم تدمير الضاحية الجنوبية لبيروت، والبلدات والقرى في جنوب لبنان، حيث تقع معاقل حزب الله الرئيسية.
إن الغزو البري الإسرائيلي لاستئصال حزب الله قد يستمر لسنوات عديدة. ذلك أن الجماعة المسلحة أكثر تقدماً وأفضل تسليحاً من حماس في غزة، التي لا تزال تقاوم بعد عشرة أشهر من القصف الإسرائيلي المكثف والمناورات البرية.
هل تجر الحرب الولايات المتحدة وإيران وآخرين؟
إن اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله قد يتحول إلى صراع على مستوى المنطقة.
تعتبر إيران راعية لحزب الله وحماس وجماعات مسلحة أخرى في سوريا والعراق واليمن. وتعهدت إيران بتنفيذ ضربة انتقامية رداً على مقتل زعيم حماس إسماعيل هنية في انفجار في عاصمتها الشهر الماضي والذي ألقي باللوم فيه على نطاق واسع على إسرائيل. ولم تذكر إسرائيل ما إذا كانت متورطة في الحادث.
وقد هاجمت مجموعات مدعومة من إيران في مختلف أنحاء المنطقة أهدافا إسرائيلية وأمريكية ودولية مرارا وتكرارا منذ بدء الحرب في غزة، ويمكن أن تصعد تلك الهجمات في محاولة لتخفيف الضغط عن حزب الله.
وفي الوقت نفسه، تعهدت الولايات المتحدة بتقديم دعم قوي لإسرائيل ونقلت مجموعة واسعة من الأصول العسكرية إلى الشرق الأوسط في الأسابيع الأخيرة لمحاولة ردع أي ضربة انتقامية من جانب إيران أو حزب الله. وانضمت يو إس إس أبراهام لينكولن مؤخرًا إلى مجموعة حاملة طائرات أخرى في المنطقة.
في أبريل/نيسان، ساعد تحالف تقوده الولايات المتحدة في إسقاط مئات الصواريخ والطائرات بدون طيار التي أطلقتها إيران باتجاه إسرائيل ردًا على ضربة إسرائيلية واضحة في سوريا أسفرت عن مقتل اثنين من الجنرالات الإيرانيين. وقلل الجانبان من أهمية الضربة الإسرائيلية الواضحة على إيران، وهدأت التوترات تدريجيًا.
ماذا يعني هذا بالنسبة لجهود وقف إطلاق النار في غزة؟
لقد أمضت الولايات المتحدة ومصر وقطر شهوراً في محاولة التوسط في اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح العشرات من الرهائن الذين تحتجزهم حماس. وقد اكتسبت هذه الجهود أهمية ملحة في الأسابيع الأخيرة، حيث ينظر الدبلوماسيون إلى مثل هذه الصفقة باعتبارها الأمل الأفضل لخفض التوترات الإقليمية.
لقد صرح حزب الله بأنه سوف يوقف هجماته على طول الحدود إذا تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة. ومن غير الواضح ما إذا كان حزب الله أو إيران سوف يوقفان أو يخففان من حدة هجماتهما الانتقامية التي هددا بها رداً على مقتل شكر وهنية، ولكن أياً منهما لا يريد أن يُنظر إليه باعتباره المفسد لأي اتفاق لوقف إطلاق النار.
ورغم الجهود الدبلوماسية المكثفة، لا تزال هناك فجوات كبرى، بما في ذلك مطلب إسرائيل بالتواجد الدائم على طول ممرين استراتيجيين في غزة، وهو المطلب الذي رفضته حماس ومصر. ومن المقرر أن تعقد محادثات رفيعة المستوى في مصر يوم الأحد.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .