7579HJ
مصر

"نعمة الماء".. موضوع خطبة الجمعة اليوم بمساجد الجمهورية

القاهرة: «رأي الأمة»

ويلقي أئمة المساجد اليوم خطبة الجمعة بعنوان “بركة الماء”، وهو الموضوع الذي حددته وزارة الأوقاف في وقت سابق، مؤكدة للأئمة ضرورة الالتزام بموضوع الخطبة نصاً أو مضموناً على أقل تقدير، وألا تزيد مدة الخطبة على 15 دقيقة، وبحد أقصى ما بين عشر إلى خمس عشرة دقيقة للخطبتين الأولى والثانية معاً، مع التأكيد على أن البلاغة اختصار، وأن الأفضل للخطيب أن ينهي خطبته والناس متلهفة للمزيد من إطالتها فيملون، وهناك مجال واسع في الدروس والندوات واللقاءات الفكرية.

حددت وزارة الأوقاف المصرية موضوع خطبة الجمعة اليوم 9 أغسطس 2024م، بعنوان: نعمة الماء.
وقالت وزارة الأوقاف إن الهدف الموجه لجمهور المسجد من خلال هذه الخطبة هو التحذير من الإسراف ولو في قطرة ماء، وحتى في الوضوء، ولو كان على نهر جار.

وأضافت وزارة الأوقاف أن الهدف من الخطبة هو بيان خطورة الإسراف في العبادة والعادات وغيرها، فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الإسراف في الوضوء، واعتبر الفقهاء الإسراف في الماء من المكروهات في الوضوء، كما يجب شكر الله على نعمة الماء بالمحافظة عليه وتنميته وعدم تلويثه.

وفيما يلي نص خطبة الجمعة:
الحمد لله رب العالمين، خالق السماوات والأرض، نور السماوات والأرض، هادي السماوات والأرض، أقام الكون بجلال تجلياته، وأنزل الهدى على أنبيائه ورسله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفوه من خلقه وحبيبه، شرح صدره ورفع شأنه، وأكرمنا به، وجعلنا أمته. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. والآن:
وقد سمعنا من فقهائنا الأجلاء وعلمائنا الأجلاء يعتبرون الإسراف في استعمال الماء من مكارم الوضوء، ويحذرون منه تحذيراً شديداً، حتى قال أحدهم:

ويكره في الماء حيث يكونون مسرفين
حتى لو التقطوا من البحر الواسع
ويستدلون على ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وهو يتوضأ: (ما هذا الإسراف يا سعد؟) فقال سعد: (وهل في الوضوء إسراف؟) قال صلى الله عليه وسلم: (نعم، وإن كنت على نهر جار).
هل رأيت كيف أنكر النبي صلى الله عليه وسلم بشدة على من يسرف في استعمال الماء في الوضوء؟ هل رأيت كيف اعتبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الإسراف هو الإكثار من استعمال الماء في الوضوء من نهر جار لا ينقطع؟
واستدل علماؤنا الأجلاء وعلماؤنا الأجلاء أيضاً على كراهة الإسراف في الماء أثناء الوضوء، وذلك لحديث الرجل الذي أتى النبي صلى الله عليه وسلم ليتعلم منه الوضوء، فأراه صلى الله عليه وسلم الوضوء ثلاثاً، ثم قال: (هذا هو الوضوء، فمن زاد على هذا فقد أخطأ أو تعدى أو ظلم).
هل رأيتم هذه العبارات القوية القوية التي استخدمها نبينا صلى الله عليه وسلم في وصف من يهدر الماء في الوضوء؟! (ظلم، تعدى، ظلم)، انتبهوا يا عباد الله! هذه أوصاف تطال من يهدر الماء في الوضوء!
هل يخطر ببال أحدكم وهو يتوضأ وهو طاعة عظيمة ومقدمة لعبادة عظيمة وهي الصلاة أن من يهدر الماء يوصف بكل هذه الأوصاف الشديدة؟! ويحذر بكل هذه الوعيد الشديد؟! فكيف بمن يهدر الماء وهو يستعمله على الوجه المعتاد؟! فكيف بمن يهدر الماء فيما لا ينفع؟!
إلى هذا الحد تعظم الشريعة قطرة الماء؟! إلى هذا الحد يوقظ الوحي فينا الشعور بقيمة كل قطرة ماء؟!
إن ديننا الحنيف يعتبر الإسراف صفة منكرة نهى عنها ربنا سبحانه، وأخبرنا أنه لا يحب المتصفين بها، فقال تعالى: {وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}، وقال عطاء رحمه الله: (ونُهِيَ عَنْ الإسْرِافِ فِي كُلِّ شَيْءٍ)، والإسراف هو طريق الهلاك في الدنيا والآخرة، قال ربنا تعالى: {وَهُدْنَا الْمُسْرِفِينَ}[النور: 11].
بعد هذا التحذير الشديد الذي رأيناه في النصوص الشريفة، هل يسمح أحدنا لنفسه بإهدار قطرة ماء؟! يغسل يديه ويترك الماء جارياً دون فائدة، مشغولاً بالحديث مع صديقه! يترك الماء جارياً وهو مشغول بالحديث في الهاتف! هذا إسراف مذموم حقاً، صلى الله على من قال:
احذر الإسراف فيما تطلب
وقد يؤدي إلى البخل.
استخدم الاعتدال الوفير وسوف تفوز
استبدل الإسراف بالإدارة.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين. والآن:
قطرة الماء تساوي حياة، وإهدار قطرة الماء قد يعني إهدار حياة، والماء سر الوجود، وبدونه لا يمكن أن يعيش شيء، وهو سر البقاء ومصدر الرخاء، والماء نعمة عظيمة تستحق الشكر الجزيل للمحافظة عليها والتبرك بها، يقول ربنا سبحانه: {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم}، ويقول ابن عطاء الله السكندري رحمه الله: من لم يشكر النعم تعرض لزوالها، ومن شكرها أوثقها بحبلها.
ألا يجب علينا أن نشكر نعمة الماء بالمحافظة عليه وترشيد استخدامه وتنميته؟! فمن شكر الله تعالى على نعمة الماء لم يضر الماء بشيء، ولم يهدره، ولم يلوثه بما يضر بالصحة العامة، ولم يلقي فيه القاذورات، ولم يلق فيه مخلفات المنازل والمصانع وغيرها، بل حافظ على الماء طاهراً صالحاً، لينتفع به العباد، وتزدهر به الدنيا، قال نبينا صلى الله عليه وسلم: (خير الناس أنفعهم للناس).
اللهم أدم علينا نعمتك وارزقنا من فضلك العظيم وأنت خير الرازقين.

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

مصدر المعلومات والصور: youm7

 

زر الذهاب إلى الأعلى